حالة من الغضب الشديد، عاشتها مدينة تمارة أمس الجمعة، عقب تصويت المجلس الجماعي، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية بأغلبية ساحقة، على قرار يقضي بنقل سوق الخضر والفواكه المحلي، إلى جماعة بوقنادل، تفعيلا لاتفاقية شراكة ترمي إلى إحداث مجمع لتسويق الفلاحية و الغذائية لعمالات الرباط، سلا، الصخيرات، تمارة وإقليم القنيطرة. القرار خلف حالة تدمر وغضب شديدين، سواء بين مهنيي القطاع أو حتى بين سكان المدينة، سيما أن المئات من الأسر كانت تقتات من هذا المرفق العام، علاوة على أن نقل هذا السوق سيساهم بشكل كبير في رفع سعر الخضر والفواكه بالنسبة للمواطنين، بالنظر إلى المصاريف الإضافية التي ستستخلص من جيوبهم بكل تأكيد، دون الحديث عن تضرر مالية الجماعي بسبب هذا القرار الذي وصف ب "الجائر"، بعدما كان السوق يضخ في خزينتها 1.2 مليار سنتيم سنويا.
المثير في الموضوع، أن حزب العدالة والتنمية الذي لطالما أبدى رفضه للقرار السابق، بادر بعض من أعضائه إلى التصويت على القرار، في وقت تغيب البعض الأخر عن جلسة الحسم، دون الأخذ بعين الاعتبار، المشاكل الإجتماعية و السياسية التي ستترتب عنه، ما فسره عدد من المتتبعين للشأن المحلي ب " الإنشقاق " الداخلي، بين مؤيد للقرار ورافض له، حيث اضطر رئيس المجلس إلى إعادة عملية التصويت على القرار خلال جلسة مقبلة ستعقد الثلاثاء المقبل.