يعتبر الماء عنصرا رئيسيا للجسم من أجل القيام بوظائفه على أحسن وجه. وسرعان ما يشعر الدماغ بالتعب بمجرد أن نتوقف عن الشرب لفترة قصيرة. ولا غرابة في ذلك، فدماغ الإنسان يتكون من 75 في المائة من المياه، وكل خلية فيه تحتاج إلى الماء للقيام بنشاطها. كما أن السوائل مهمة لنقل العناصر الغذائية للدماغ وتطهيره من الفضلات. وأظهرت دراسة أشرف على تحليل نتائجها، الباحثان ميليندا ميلاردستافورد وماتيو فيتبورد من معهد جورجيا للتكنولوجيا، أن نقص السوائل في الجسم ولو بنسبة قليلة يؤثر على قدراتنا الذهنية، حيث تتراجع قدرتنا على التركيز، حتى قبل أن نشعر بالعطش. وقام الباحثان بتقييم 33 دراسة سابقة حول العلاقة بين المياه في جسم الإنسان ووظائف الدماغ، وفق ما نشر موقع web.de الألماني. وحسب نتائج هذا التقييم فإن فقدان الماء بمقدار اثنين بالمائة من وزن الجسم يؤثر على المهام التي تتطلب انتباها كما يؤثر على تنسيق النشاط العضلي وأيضا على ما يسمى بالوظائف التنفيذية للدماغ، وتشمل القدرة العمليات الحسابية أو استعاب خريطة المدينة. كم يحتاج جسم الإنسان من الماء؟ ولا يوجد مقدار محدد لكمية الماء التي يتعين على كل شخص شربها. فهناك عوامل كثيرة لها دور بهذا الخصوص، مثل عمر الشخص ووزنه ونوع النشاط العضلي الذي يقوم به. لكن رغم ذلك ينصح خبراء في الأكاديمية الأمريكية للعلوم الرجال بشرب 3.7 لترا من الماء في المعدل والنساء 2.7 لترا. ولتجنب نقص السوائل من الجسم، ينبغي الانتباه إلى علامات قد يصدرها الجسم وتكون تحذيرا من تراجع كمية السوائل في الجسم، مثل جفاف الشفاه وهبوطالضغط الدموي والشعور بالدوخة والإمساك، وفق جامعة وندسور الكندية. وبدل الشرب دفعة واحدة لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم في الصيف، يُنصح بالشرب على مراحل متفرقة، فالجسم لا يمكنه تخزين كمية كبيرة من المياه في وقت وجيز وهو ما يجعله يتخلص عادة من تلك السوائل الزائدة بسرعة. لذلك ينصح بشرب كHس من الماء كل ساعة، حسب ما جاء في موقع "تاتس" tz الألماني. وهناك علامة أخرى أيضا تخبرك بكمية السوائل التي في جسمك وهي شكل البول، فإذا كان بولك أصفر قاتم ورائحته قوية، فهذا دليل على نقص الماء في جسمك. كما ينصح خبراء في الطب بشرب كوب من الماء قبل الأكل. فبالإضافة إلى استفادة جسمنا من المياه، تساعد هذه الطريقة على خفض الوزن، حيث يشعر المرء بسرعة بالشبع عندما يشرب قبل الأكل.