قام "عبد الكريم بنعتيق"، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وعضو المكتب السياسي لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، بجولة أوربية شملت مجموعة من الأحزاب الاشتراكية الأوربية بالإضافة إلى بعض الشخصيات السياسية بالقارة الأوروبية. ابتدأت أولى هذه اللقاءات يوم الخميس الماضي بمحادثات داخل مقر الحزب الاشتراكي الفرنسي مع السيد " ماتياس فيكل " وزير الداخلية الأسبق إبان حكم الرئيس فرانسوا هولاند، ويعتبر "فيكل" من قيادات الجيل الجديد للحزب الاشتراكي مكلف بملف العلاقات الدولية في لحظات صعبة يمر منها اليسار الفرنسي، في نفس اليوم تم عقد جلسة عمل مع عضو البرلمان الأوربي السيد " روبير روشفور"،تطرقا الطرفان خلالها إلى وضعية الاتحاد الأوربي، كما تبادلا وجهات النظر حول ملفات متعددة تهم قضايا التعاون لا سيما اتفاقيات الشراكة التي تجمع الاتحاد الأوربي، ببعض الدول منها المغرب. يوم الجمعة الماضي حل السيد عبد الكريم بنعتيق ببلجيكا، حيث كانت له جلسة عمل رفقة كل من السيد محمد عامر و السيد احمد رضا الشامي سفيري المملكة المغربية ببروكسيل و الإتحاد الأوربي، مع السيد "ديربيوإليو" رئيس الحزب الإشتراكي البلجيكي و الوزير الأول السابق، تمحورت المناقشات حول جملة من القضايا التي تعرفها المنطقة الأورو متوسطية و اللحظات الإنتقالية الصعبة التي تعيشها العائلة الإشتراكية في مجموعة من الدول، كما تبادلا الطرفان وجهات النظر حول تطوير العلاقات التي تجمع المغرب و الإتحاد الأوربي. واستكمالا لبرنامج زيارته لفرنسا، عرف يوم الإثنين الماضي عقد لقاء بين السيد عبد الكريم بنعتيق والسيد " جون لوك ميلونشون" الزعيم اليساري الفرنسي الذي فاجئ الجميع في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة بحصوله على 7 مليون من أصوات الناخبين، تمحور هذا اللقاء حول مستجدات المسار السياسي و الرؤية الاستراتيجية التي بلورها المغرب للتعاطي مع بعض الملفات التي تحضى بالأولوية لدى الزعيم اليساري الفرنسي مثل الهجرة و التعاون جنوب جنوب، و قد إعتبر "ميلونشون" أن الإتحاد الأوربي مطالب برؤية مستقبلية مغايرةتهم منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنها المغرب، مؤكدا على أن الإتحاد الأوربي مطالب بتجاوز النظرة التقليدية في الشراكات مع الضفة الجنوبية، وبخلق دينامية قادرة على تحصين قيم العيش المشترك بين الضفتين خدمة لمصالح الجانبين و حفاظا على إستقرار المنطقة و أمنها. و في نفس اليوم إستقبل وفد ثلاثي من قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي السيد عبد الكريم بنعتيق ، وقد ضم هذا الوفد كل من السيدة"لورون بيري" و السيد "مولين كونياك" و السيدة "سيسيل ديما"وكان محور المحادثات الدينامية التي دشنها الإتحاد الإشتراكي مع العائلة اليسارية بدول أوربية متعددة و الهادفة إلى فتح نقاش عميق حول مستقبل اليسار،مر هذا اللقاء في جو رفاقي اتفق فيه الطرفان على ضرورة تقوية العلاقات الثنائية و تكثيف الحضور في المحطات المقبلة الأساسية بدأ من المنتدى الدولي للهجرة و التنمية وصولا للميثاق العالمي لهجرة منظمة منتظمة ودائمة الذي ستنظمه الأممالمتحدة، خلال دجنبر المقبل بمدينة مراكش. كما كان اللقاء مناسبة للحديث عن الشراكة بين المغربوالاتحاد الأوربيفي المجالات المختلفة خاصة في مجال الهجرة .و أكد بنعتيق أن الإتحاد الأوربي مطالب بتطوير أليات التفعيل المستقبلي برؤية منسجمة مع رهانات الغد المعقدة. و حل السيد عبد الكريم بنعتيق أمس الثلاثاء بالعاصمة الإيطالية روما، حيث أستقبل من طرف السيدة "مارطا كراندي" التي أنتخبت مؤخرا رئيسة للجنة العلاقات الخارجية للبرلمان الإيطالي، نفس القضايا السابقة كانت محور المباحثات التي حضرها سفير المملكة بروما السيد حسن أبو أيوب، كمااستعرض الطرفان كل التحولات التي تعرفها الساحة السياسية بإيطاليا بالإضافة إلى الإشكالات الصعبة التي تقتضي إجابات بعيدا عن تأثيرلحظة المنافسةالانتخابية، جزء من هذه الإجابات تتطلب تعاونا بين المغرب و إيطاليا بعيدا عن ضغط السياسات العابرة. و بعد هذه المباحثات إلتقى السيد عبد الكريم بنعتيق بالسيدة " لياكونطا بيلي" برلمانية يسارية و منسقة الفريق بالبرلمان رفقة السيد "أندريا دوماريا" برلماني عن منطقة بولونيا ورئيس لجنة الصداقة المغربية الإيطالية بالبرلمان، بالإضافة الى " لسيانو فيشي" وزير سابق وعضو قيادي بالحزب الديمقراطي الإيطالي، و قد استعرض الطرفان العلاقات التي تجمع الحزب الديمقراطي الإيطالي و الاتحادالاشتراكي للقوات الشعبية، كما تلقى السيد عبد الكريم بنعتيق دعوة لحضور وفد برلماني عن الفريق الاشتراكيللاجتماع الذي ستنظمه مجموعة الصداقة المغربية الإيطالية بالبرلمان الإيطالي يوم 17 يوليوز المقبل. واتفق الطرفان على تنظيم زيارة للمغرب خلال أكتوبر المقبل قصد المشاركة في الندوة المزمع عقدها من طرف الاتحاد الاشتراكي حول التحديات المطروحة على اليسار عامة و القوى الاشتراكية خاصة، حيث سيتم خلالها برمجة زيارة للوفود الإيطالية المشاركة الى الأقاليم الجنوبية للمملكة. للإشارة، فلقاءات "بنعتيق" المكثفة جاءت في إطار حملة تحسيسية، أطلقها حزب "الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية"، في صفوف رفاقه اليساريين الأوروبيين، للتشاور حول مجموعة من القضايا، التي تعتبر من صميم القضايا الإستراتيجية المتعلقة بالمصالح العليا للمغرب.