يساعد الكمبيوتر في إثراء الحياة الاجتماعية لكبار السن، حيث إنه يتيح لهم إمكانية التواصل مع الأحفاد والأصدقاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: ما هو الكمبيوتر المناسب لكبار السن؟ وللإجابة على هذا السؤال قال خبير التكنولوجيا الألماني فلوريان بريسمار الحاسوب المناسب لكبار السن يرتبط بغرض استعمال الجهاز، فإذا رغب المستخدم في استعمال الجهاز لقراءة بعض الموضوعات أو التصوير الفوتوغرافي، فيمكنه الاعتماد على الجهاز اللوحي (التابلت)، نظراً لأنه يمتاز بحجمه المدمج ووزنه الخفيف، كما يمكن اصطحابه في كل مكان. وعلى الرغم من أنه يمكن التنقل والحركة مع استعمال جهاز اللاب توب، إلا أنه أثقل وزناً بصورة واضحة، ولكن في المقابل يتمكن المستخدم من الكتابة عليه بصورة أفضل مقارنة بالجهاز اللوحي. وأشار بريسمار إلى أن حجم الشاشة ودقة الوضوح يحددان مدى قدرة كبار السن على استعمال الجهاز، موضحاً ذلك بقوله: "عندما يكون حجم الخط صغيراً للغاية، تظهر هناك مشكلة عند محاولة قراءة المحتويات"، بالإضافة إلى أن الشاشة الساطعة مع درجة تباين جيدة تكون مناسبة لكبار السن. البيئة المحيطة وقد تصبح البيئة المحيطة بالمستخدم أكثر أهمية من الجهاز نفسه بالنسبة للمسنين، وأوضح الخبير الألماني ذلك قائلا: "يعتمد الأمر على دعم دائرة الأصدقاء والعائلة، فإذا كانت العائلة بأكملها تستخدم أجهزة أبل وقام المستخدم بشراء جهاز آخر، فإنه سيحصل بطبيعة الحال على دعم أقل، وإذا كانت لديه استفسارات فلن يتمكن من استدعاء الحفيد وطلب المساعدة منه". وينصح إرهارد هاكلر، من رابطة كبار السن الألمانية، باختيار الجهاز المصمم خصيصاً للمسنين، والذي يمكن تهيئته من أجلهم، وأضاف قائلاً: "من المهم أن يمتاز هذا الجهاز بواجهة مستخدم جذابة وسهولة التعامل معه، بالإضافة إلى ضرورة أن يوفر الجهاز المساعدة الفورية عندما لا يفهم المستخدم مسألة أو لا يعرف كيفية التصرف السليم". وتتناسب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة مع كبار السن بشكل أساسي، حيث يمكنهم الحصول على الخدمات أو إجراء الطلبات من المنزل عبر الإنترنت، مثل المعاملات المصرفية أو التطبيب عن بعد، بالإضافة إلى أن تجهيزات المنازل الذكية توفر جوانب مهمة لكبار السن، حيث يمكنهم التحقق من غلق جميع الأبواب عن طريق الهواتف الذكية. كما أن البعد الاجتماعي للتكنولوجيا الحديثة أصبح من الأمور المهمة للغاية، حيث يمكن لكبار السن استغلال شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت في الحفاظ على الصلات الاجتماعية وتعزيزها، وذلك من خلال التحدث مع الأصدقاء والعائلة والجيران عبر الإنترنت.