مازالت الفرصة لدى العباد موجودة عند دخول العشرة الأواخر من رمضان للتخلص من الذنوب والتوبة إلى الله عز وجل والتقرب منه فهذه الليالي كانت محببة لدى الرسول الكريم. يقول الله تعالى في سورة النساء (آية: 110): {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
وفي سورة غافر (آية: 60): {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ ....}.
وتعد العشر الأواخر من رمضان بمثابة منحة ربانية كبرى لعباده، هذه الأيام كانت لها مكانة ومنزلة خاصة عند النبي وعند الصحابة رضوان الله عليهم، فهم كانوا يجتهدون فيها ويتقربون فيها أكثر إلى الله طمعا في الثواب والأجر.
فعن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنه -: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره - صحيح مسلم.
وعنها أيضا رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.صحيح البخاري.
قيل في معنى شد مئزره أنه إشارة إلى اعتزال النساء، وقيل ايضا أن معناه أنه اجتهد في العبادة، زيادة على عادته في غيره.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده.صحيح البخاري.
وتلك العشر الأواخر من رمضان، فيها خير كثير، فيها ليلة خير من ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر، هذه الليلة العظيمة التي يعادل العمل فيها العمل في ألف شهر، هذه الليلة التي تنزل القرآن فيها، وهي ليلة ذات قدر وشرف عظيم.
وهذه الليلة من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)صحيح الترغيب.