أكثر من نصف أنواع النحل البري البالغ 600 نوع في ألمانيا أصبح مهددا بالانقراض. ويرجع السبب الأساسي في ذلك، حسب رئيسة جمعية مربي النحل في ألمانيا، بربارا لوفر، إلى أمراض النحل وعوامل أخرى مثل الوضع الغذائي واستخدام المبيدات الكيميائية في الزراعة. ووفقا للمجلس العالمي للتنوع البيولوجي، فإن قيمة المواد الغذائية التي يلقحها النحل والحشرات الأخرى تبلغ سنويا حوالي 500 مليار يورو.
ومن أجل تسليط الضوء على أهمية النحل في تلقيح الكثير من النباتات ودوره في نظامنا البيئي والزراعي، أطلقت سلوفينيا في ديسمبر 2017 مبادرة لتخصيص يوم عالمي للنحل، وهو ما استجابت له الأممالمتحدة التي اختارت اليوم الأحد (20 مايو/ أيار 2018) كأول يوم عالمي للنحل. وقد صوت 115 عضوا في الأممالمتحدة على هذا القرار من بينهم جميع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية وكندا وروسيا والصين والهند والبرازيل وأستراليا. حسب موقع إذاعة بافاريا "BR" الألمانية. "غياب النحل يساوي رفوفا فارغة" وتؤكد النقاشات الحالية حول النحل والأنشطة المنظمة بهذا الخصوص، مدى القلق والخوف من خطر انقراض النحل. ففي مدينة هانوفر الألمانية أقدم سوبر ماركت فجأة في ليلة 14 من مايو/ ايار الجاري على إفراغ رفوفه من 60 في المائة من المواد المعروضة، بدءا من التفاح وحتى جوارب القطن. وكلها منتجات تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على التلقيح الحشري وفقا لإدارة المتجر. وكُتبت على الرفوف الفارغة في السوبر ماركت عبارة "غياب النحل يساوي رفوفا فارغة".
وحتى على الصعيد السياسي أصبح موضوع النحل يأخذ حيزا مهما من النقاشات، حيث طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) باتخاذ إجراءات لمواجهة خطر انقراض النحل. وطالبت كتلة حزب الخضر في البرلمان، الحكومة بحظر جميع المبيدات الضارة بالنحل التي يتم استخدامها في الزراعة. نحل العسل غير مهدد لكن الوضع يبدو مختلفا بالنسبة لنحل العسل الذي لا يهدده الانقراض، وذلك بسبب الإقبال المتزايد للناس على تربيته. حيث أصبح الكثيرون يتخذون من تربية النحل هواية لهم. وتشير جمعية مربي النحل الألمانية إلى أن عدد الأشخاص الذين يربون النحل في ألمانيا يقدر ب 870 ألف مربي نحل. بالمقابل فإن النقص المتزايد في عدد النحل البري، دفع الساسة وحماة البيئة والباحثين إلى دق ناقوس الخطر. وترى باربارا لوفر، رئيسة جمعية مربي النحل في ألمانيا أن إنقاذ النحل البري من الانقراض يستوجب إعادة التفكير و تغييرا في أسلوب الزراعة، حسب ما نشره موقع إذاعة بافاريا "BR".
فهل سيساعد اليوم العالمي للنحل في توعية الناس بأهمية النحل البري وتأثيره على نظامنا الغذائي والبيئي؟