عاشت مدينة طنجة أمس الخميس على وقع احتجاجات كبيرة، بعد أن خرج المئات من تلاميذ ثانوية " الحنصالي " التأهيلية، للتنديد بالاعتداء الذي طال زميلهم إبراهيم بن منصور، على يد رئيس الملحقة الإدارية رقم 12 بمعية ثلاثة من عناصر القوات المساعدة. المحتجون رفعوا شعارات قوية، أجمعت كلها على ضرورة محاسبة المتورطين في حادث الاعتداء الذي تسبب لزميلهم في عاهة مستديمة، إثر إصابته بشلل شبه كلي ، حيث قدم الضحية الذي بدا غير قادر على النطق بسهولة كما كان من قبل ، الرواية الكاملة لحادث الإعتداء الذي تعرض، وسط ذهول الحاضرين، مؤكدا أنه تعرض للركل والرفس ، والسب و القذف على يد القائد المذكور، و ذلك أثناء احتجازه داخل سيارة تابعة للقوات المساعدة، وكيف تم التخلص منه في الشارع العام حسب ما جاء على لسانه.
وكان الضحية قد صرح لوسائل الإعلامية في لقاء عرف حضور شخصيات حقوقية، بتاريخ 21 أبريل 2018، أن القائد أعطى تعليماته لثلاثة من عناصر القوات المساعدة، لاحتجازه تعسفيا، حيث جرى اقتياده من امام المحل التجاري الذي يعمل به، على متن سيارة الخدمة والاعتداء عليه بالضرب على مستوى رأسه والتهديد بهتك عرضه لمدة زمنية قاربت ثلاث ساعات متواصلة، قبل أن يلقي به " عناصر القوات المساعدة " بساحة سينما طارق ببني مكادة، حيث تدخل بعض المارة قصد نقله على متن دراجة نارية الى منزل والديه، و من تمة ثم الى مستشفى محمد الخامس قصد تلقي الإسعافات الاولية.
وحسب بيان لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة، فقد جرى نقل الضحية بتاريخ 23 أبريل 2018 الى المستشفى، نظرا لتفاقم حالته الصحية وإصابته بشلل شبه كامل على مستوى جميع جسده وعدم قدرته على الكلام بطريقة عادية، كما تم الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية وهو في حالة صحية متدهورة لا تسمح له بالإدلاء بتصريحاته و هو في وعي وإدراك تامين، الشيء دفع الجمعية المذكورة سالفا، إلى تعبير عن إدانتها الشديدة لهذا الاعتداء الذي وصفته ب " الهمجي " الذي طال التلميذ إبراهيم بن منصور من طرف رئيس الملحقة الادارية رقم 12 و ثلاثة من أعوان القوات المساعدة، مشددة أن الحادث عرى عن "استمرار العقلية المخزنية لدى بعض رجال السلطة وأعوانهم"، حيث طالبت الجهات القضائية المختصة بضرورة فتح تحقيق عاجل في الموضوع و متابعة المعتدين وإحالتهم على العدالة بقصد تطبيق القانون.
كما سجل فرع الجمعية الحقوقية بطنجة " تساهل القضاء و الإدارة مع رجال السلطة وأعوانهم المتورطين في قضايا الاعتداء البدني وإهانة المواطنين وتبعا لذلك افلاتهم من العقاب هو سبب استمرارها وسبب استمرار العقليات المخزنية التي تحن الى زمن الجمر والرصاص"، وعبر التنظيم الحقوقي عن " تضامنه مع التلميذ الضحية وعائلته وانتدب محامين لمؤازرته و تتبع قضيته الى نهايتها".