غير بعيد عن فاتح ماي موعد عيد العمال الأممي و تزامنا مع تنظيم المعرض الدولي للفلاحة بمكناس و زيارة وفد الفيفا للمغرب تنطلق حملة المقاطعة الاضخم في تاريخ المغرب الحديث و خصوصا خلال 25 سنة الأخيرة. المقاطعة القضية كبرات من المؤكد أن عملية مقاطعة منتجات ثلاث شركات هي من كبريات الشركات في مجالها له اكثر من دلالة و ايضا لا يمكن لاي عاقل ان ينكر اثره. من خلال المتابعة البسيطة لهذه الحملة تجد ان أصوات متعددة و مختلفة من اطياف المجتمع المغربي خصوصا بمواقع التواصل الاجتماعي و خصوصا الشعب الفيسبوكي دليل على حالة الاحتقان و عدم الرضى على هذه الشركات و خصوصا بعد الزيادات المتكررة في اسعار منتوجاتها بشكل غير مبرر. الحليب و المياه المعدنية و المحروقات. و ايضا عدم الرضى على ادائها الاقتصادي داخل المجتمع. ثم ادائها بعض وجهائها السياسي (حزب الاحرار) . و الاجتماعي نقابة (لباطرونا). و الاكيد أيضا أن هذا الاحتقان و عدم الرضى ينسحب أيضا على الحكومة التي اصبحت لا تراعي حقوق المواطن من خلال تصريحات وزرائها بعدم القدرة على ضبط السوق و ان المنطق الغالب هو منطق العرض و الطلب. بمعنى ان السوق حر و ان عملية تحديد الاولويات و رعاية التوازن و توفير المواد الاكثر استهلاكا و الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن لم يعد خيارا مطروحا خصوصا وان الحكومة تسابق الزمن من أجل فتح الاسواق على مسراعيها لعملية التحرر و رفع اليد على الدعم و صندوق المقاصة خير دليل على ذلك. ثم حجم الاحتقان الاجتماعي خصوصا مع توجه الحكومة و معها اغلبيتها الهجينة الى الاجهاز على حق الاضراب و اتخاذ السلطات العمومية الى اجراءات امنع التظاهر السلمي بالشارع العام. ثم ايضا تعكس هذه الحملة حالة الانفصام بين مكونات الشعب المغربي و برلمانه المنتخب . و انتكاسة النقابات في الدفاع عن العمال في وقت اشتدت فيه عمليات الاستغلال بالعقود و تجميد الأجور و غلاء المعيشة... نتائج الحملة: * الاجتماعية : زيادة الثقة في مواقع التواصل الاجتماعي اكثر من باقي الوسائل الاخرى خصوصا التقليدية النقابات و التلفزيون و الراديو... * سياسيا: دق اخر المسامير في نعش السياسة و تلسياسيين. و ظهور لاعبين جدد سيكون لهم كلمة الفصل في السياسة مسقبلا. * اقتصاديا : نمو وعي استهلاكي جديد لذى الكواطن المغربي الذي لم يعد يرضى بانفاق ماله على الموجود بدعوى سياسة الامر الواقع و الرضوخ له. ثم تكبد خسائر لبعض الشركات لمواقعها النقليدية و بروز شركات اخرى ستستفيذ الم نقل استفادة من الوضع.
ملاحظة: هذه البادرة اذا كتب لها النجاح ستكون فاتحة باب جهنم على المستثمرين المحصنين بالسوق المغربي مما سيكلفهم عناء إعادة التخطيط و ضرورة تغير خططهم للتعامل مع المستهلك المغربي الذي سيطالب بالمزيد.