حزب الله الحجاز أو حزب الله السعودي.. الذراع العسكرية لمنظمة الثورة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية، وهي منظمة سياسية معارضة لنظام الحكم الموجود في المملكة العربية السعودية، أسسها معارضون سعوديون شيعة بدعم من إيران وسوريا وحزب الله اللبناني. ولم تكن تسمية "حزب الله الحجاز" مُستساغة من قبل بعض أعضاء الحوزة، إذ لم يكن بينهم حجازي سوى شخص واحد، بينما البقية قَدِموا من منطقتين في شرق السعودية، القطيف والإحساء، وكان "آية الله الخميني" هو الذي أسبغ اللقب على هذا التجمع خلال إحدى زياراته لحوزات قم، مشيراً إلى أنه لا يعرف البلاد التي أتى منها هؤلاء العلماء إلا بهذا الاسم "الحجاز". وفي ظل النقاش الدائر حاليا بالمغرب داخل الدوائر المغلقة لصنع القرار، حول منح الترخيص لشيعة المغرب للإشتغال بشكل علني تحت مظلة إمارة المؤمنين، خصوصا والتيار الرسالي حسم أمره وأرسل مجموعة من الرسائل الواضحة، مفادها أنه ليس تيارا مناوئا للنظام المغربي ولا يمثل امتدادا للنظام الإيراني، بل هو تيار أوبالمعنى الأصح حركة ثقافية جديدة بالمغرب، ارتأينا في "أخبارنا" أن نشتغل على نتائج منع الشيعة من العمل العلني بالمغرب ومحاكمة بعض رموزه...ومساهمة منا في النقاش الدائر قمنا بإعداد هذا الملف ليعرف الجميع خطورة وتداعيات التضييق على الشيعة، الذي يؤدي بهم إلى الإرتماء في حضن النظام الإيراني ويقوي لديهم الشعور بتعرضهم ل"الظلم" ولعب دور الضحية...فمن هم شيعة السعودية؟ وكيف استطاع النظام الإيراني الشيعي اختراق مركز المذهب السني الوهابي؟ ومن هم قادة حزب الله السعودي؟ وما المطلوب في طريقة تعامل الدولة مع الملف الشيعي بالمغرب؟ الخميني ودوره الكبير في نشأة حزب الله السعودي ودعم شيعة مركز ثقل السنة في العالم كان هدف الخميني من إطلاق هذا اللقب الحجازي على التجمع، رغبته في عدم الإعتراف بالكيان السعودي، والتقليل من مكانة آل سعود الدينية، وعدم الإعتراف بحكمهم للمنطقة، وبدا تأثير الخميني كبيرًا على هذه المجموعة، إلى درجة أن الشيعة السعوديين يطلقون على هؤلاء الطلبة لقب "خط الإمام"، وكانت علاقات الشيرازيين بالثورة الإيرانية قوية، بل كانوا جزءاً مهماً من هذه الثورة ولديهم آنذاك علاقات أكثر من جيدة مع الخميني. وعقب قيام الثورة الخمينية في إيران وتولّيها السلطة عام 1979، حاول النظام الإيرانى الجديد دعم حركات الاحتجاج في القطيف عام 1981، ضد الحكومة السعودية القائمة، في محاولة للتحريض على قيام ما يسمّى بثورة الشيعة...وسرعان ما حدث تواصل بين إيران والقيادات الشيعية في السعودية، وعُهد إليهم بإنشاء منظّمة يكون مرشدها ومنظّرها الشيخ حسن الصفّار، وأُطلق عليها "منظمة الثورة الإسلامية لتحرير الجزيرة العربية"، ليتغير الاسم بعد ذلك إلى "منظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية" وتم اتخاذ إيران مركزًا لها، ثم انتقلت بعد فترة إلى دمشق، لتستقر مؤخرًا في لندن، وفي النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، وتحديدًا في 1987، تم إنشاء الجناح العسكري لمنظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية، واتّفق على تسميتها ب"حزب الله الحجاز"، واُعتبر فيما بعد أنه المسؤول عن العمليات الإرهابية في السعودية، من خلال التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، حيث تعود البدايات الأولى للحزب عندما قام الحرس الثوري الجمهوري الإيراني، بإشراف ضابط المخابرات الإيراني أحمد شريفي، بتجنيد بعض الشيعة السعوديين الذين يدرسون في "قم" الإيرانية. اختلاف داخل المراجع الشيعية السعودية المتخرجة من حوزة قم وحسم الخلاف من طرف الخميني ظهر اختلاف في وجهات النظر الفقهية للشيعة في السعودية، حول أن يكون المرجع الشيعي الإيراني الشيرازي للحكومة الإسلامية الشيعية لتجمع من الفقهاء، أم يكون للولي الفقيه الواحد، وتمسك الخميني بهذا الأمر، ومن هنا دب الخلاف، ووجد الطلبة والعلماء السعوديون أنفسهم وسط جدل سياسي سيؤثر عليهم كثيراً، فمعظمهم منتسبون للمدرسة الشيرازية ما عدا قلةٍ منهم كانوا يؤيدون نظرة الخميني الفقهية، حيث تطورت الخلافات ووقع أنصار نظرة الشيرازي الفقهية وأنصار الخميني من السعوديين في تجاذب حاد، وكان الأغلبية من السعوديين الشيعة الموجودين في قم، المؤيدين للمدرسة الشيرازية في حيرة من أمرهم، فإما أن يؤيدوا نظرة الإمام الخميني، أو يواجهوا المتاعب، وبسبب التواجد الشيعي السعودي والخليجي في إيران وخاصة للشيرازيين، نشب صراع مكشوف بين جماعة منتظري ومهدي هاشمي من جهة، وبين الخمينيين من جهة أخرى، وساعد مهدي هاشمي عبر الشيرازيين، العرب في تسريب فضيحة إيران - كونترا للإعلام، ما حوّل الصراع إلى دموي بإعدام مهدي هاشمي، المتهم بأنه وراء تسريب المعلومات التي تتحدث بالوثائق، عن أن إيران الخميني تشتري السلاح من إسرائيل، في حربها ضد العراق، وهنا قرر معظم السعوديين الشيعة المؤيدين للمدرسة الشيرازية الذهاب إلى سوريا وترك "قم" في إيران، قبل أن يستطيع الخميني آنذاك حسم الصراع لصالح وجهة نظره وتطويع حزب الله السعودي. سوريا تدخل على الخط وتستقبل بعض الشيعة من دولة السعودية كمحاولة منها للضغط على النظام السعودي وكسب نقاط في علاقتها بإيران كانت سوريا في ذلك الوقت دائماً ما تحتضن المعارضة السعودية، سواءً كانت يسارية أو إسلامية، ولكن لم يرحل جميع السعوديين الموجودين في قم إلى سوريا، بل بقي بعضهم من الذين كانوا يؤيدون الخميني، وكانوا مزيجاً من الإحساء ومن جزيرة تاروت وصفوي، وأيضا من شيعة المدينةالمنورة من أمثال محمد العمري، حيث كان الناشطون المنتمون للحزب من "علماء الحجاز" أمثال هاشم الشخص وعبدالكريم الحبيل، غير راغبين بالمجاهرة بعمل سياسي على الأراضي السورية خوفاً من النظام، لكن كان هناك غيرهم من يتحرك بغطاء إيراني في سوريا...ففى مارس 1988، نفّذ الحزب تفجيرًا في إحدى منشآت شركة صدف البتروكيماوية في مدينة الجبيل، من خلال أربعة من عملائه من جزيرة تاروت، هم على عبدالله الخاتم وأزهر الحجاجي وخالد العلق ومحمد القاروص،وعلى عبد الله الخاتم، أحد المنفذين، كان يعمل في شركة صدف، وسبق له القتال مع حزب الله اللبناني في لبنان، وتدرب هناك على عمليات التفجير، وبعد تفجير صدف اكتشف حراس شركات البترول والبتروكيماويات في شرق السعودية العديد من المتفجرات وفي أماكن متعددة، في معمل التكرير في رأس تنوره، ورأس الجعيمة. ولم يطُلْ الوقت حتى تمكنت الحكومة السعودية من تفتيت خلايا متعددة لحزب الله الحجاز واعتقلت كثيرًا من أفراده، كما تم تنفيذ حكم الإعدام بالسيف بحق الأربعة المسؤولين عن تفجير شركة صدف، وبعد إعدام المتهمين أصدر حزب الله الحجاز من دمشق، ومعه تجمع علماء الحجاز، بيانين يسمون فيهما منفذي عملية صدف بالشهداء، وخرج وزير خارجية إيران آنذاك ليعلن عن عدم وجود علاقة لبلاده بالعملية أو منفذيها، وطالبت السعودية وقتها، السلطات السورية بالتعاون لإيقاف المؤامرات التي تتم من دمشق ضد أهداف سعودية، لكن سوريا لم تفعل شيئًا. تفجيرات أبراج الخبر من أهم العمليات المنفذة من طرف حزب الله السعودي المدعوم من طرف الإستخبارات الثورية لم يطل انتظار الإيرانيين كثيراً، فبدأت عمليات الحزب سريعاً مستغلة وجود عملاء لها ضمن منشآت النفطية السعودية، وكان عبدالكريم حسين الناصر رأس التنظيم، ومن بعده أحمد المغسل قائداً للجناح العسكري، وكنيته "أبو عمران"، ومجموعة أخرى تشكل البناء الكامل للتنظيم، وقد بدأ نشاطه لعام ونصف العام بجمع المعلومات عن الأهداف المناسبة لضربها، وتنقل كوادره من المنطقة الشرقية إلى الرياض وصولاً إلى جازان، حتى استقر الهدف على أبراج الخبر، ليبدأ العمل على إعداد العملية - وقتها كان عام 1994 يودع أيامه، وحاول أحمد المغسل القيام بعمل إرهابى كبير من خلال مجموعة مكونة من فاضل العلوي، وعلي المرهون، ومصطفى المعلم، وصالح رمضان، الذين تم القبض عليهم قبل عملية تفجير الخبر، إذ كانوا ينوون القيام بهذه العملية، مما حدا بأحمد المغسل أن يوكل العملية لخليّة أخرى، وفي 25 يونيه 1996 حدث تفجير أبراج الخبر، من خلال تفجير خزان كبير مملوء بأطنان من مادة "تي إن تي"، في شاحنة مفخخة جوار مجمع سكني كان يتواجد به عسكريون أمريكيون من أفراد سلاح الجو الأمريكي، ونتج عن العملية قتل 19 أمريكيًا، وجرح 372، وأصيب مئات من جنسيات متعددة بالإضافة إلى انهيار جزئي للمبنى السكني. أهم الأسماء التي تم القبض عليها باعتبارها قيادات ميدانية أشرفت على تفجيرات الخبر تم القبض على مجموعة من أبناء المنطقة الشرقية، وهم حسين آل مغيص، وعبدالله الجراش، والشيخ سعيد البحار، والشيخ عبدالجليل السمين هاني الصايغ، تمّ القبض عليه في كندا، وتسلمته السعودية عن طريق أمريكا ومصطفى القصاب، وتم تهريب جعفر الشويخات إلى سوريا، وهرب إبراهيم اليعقوب، وعلي الحوري، وعبدالكريم الناصر وأحمد المغسل - ويُعتبر المسئول عن الجانب العسكري في الحزب، وقائد عملية تفجير مجمّع الخبر إلى إيران، حيث بدأت التحقيقات سعوديةً خالصة ثم توقفت، وبعد 3450 يوماً في انتظار النتيجة، أثار الأمر حفيظة الأمريكيين، وحاولوا التدخل والمشاركة، ولكن لم يُطلب منهم سوى المساعدة في رفع الأدلة الجنائية من مسرح الحادث، ولحقهم في الاطلاع على نتائج التحقيق، في كون مواطنيهم استهدفوا، زودتهم السعودية بالنتائج، وهُوية المقبوض عليهم، وأسماء المتورطين الفارين خارج البلاد، وحسب القانون الأمريكي، فإن السلطات القضائية تجبر المؤسسة الأمنية على تقديم لائحة الادعاء على أي قضية قبل مضي خمس سنوات، فكان هذا ما فعله لويس فريه مدير مكتب التحقيقات المركزي آنذاك، قبل أن يخلي مقعده لخلفه، واللائحة كانت مبنية على تحقيقات الجهاز الأمني في المملكة، ومتضمنة سرداً تفصيلياً للعملية منذ المسمار الأول، مروراً بالدول التي التقى فيها المخططون والمنفذون. المرتكزات الفكرية والعقدية لحزب الله السعودي الذي ما زال يثير العديد من التساؤلات لدى الإستخبارات السعودية والدولية يركز حزب الله الحجاز على عدة أهداف، تعد خارج نطاق الوطنية والقومية التي ترتكز عليها المملكة السعودية وتتمثل فيما يلى: 1- حماية الثورة الإيرانية في إيران وتمهيد تصديرها إلى العالم الإسلامي. 2- تحرير الجزيرة العربية (السعودية) من الحكم الإسلامي السنّي، وإبدالها بحكومة شيعية موالية لإيران. 3- الحكم السعودي وبقية الأنظمة الخليجية: طاغوتية كافرة. 4- الحزب يعتبر نفسه جزءاً من الثورة الخمينية الإيرانية.. وبالتالي فهو لا يعترف بالدولة الوطنية السعودية. 5- هجرة القيادة جائزة، وذلك لأداء الدور المطلوب من الخارج، بحيث يتوفّر مكان أكثر حرّية، مع وجود منظّمات ومؤسّسات أجنبية تدعم الحزب لوجستيّاً ومعنويًا. 6- الحسم في الثورات الشيعية لا يأتي إلا بالسلاح وبناء جبهات متعدّدة مساندة للحزب للمنظّمة وأهدافها. 7- عدم الاعتراف بالكيان السعودي والترويج لإسقاطه. 8- العمل على التقليل من مكانة آل سعود الدينية. 9- إخراج القوات الأمريكية من جزيرة العرب. أهم القيادات الفكرية والميدانية لحزب المتشيعين السعوديين (حزب الله السعودي) ومسارهم أثناء شق طريق قيادة التنظيم الأكثر جدلا في الشرق الأوسط. لدى حزب الله الحجاز أو السعودي، العديد من القيادات والمنظرين، ومن أبرز هذة القيادات هاني الصايغ، مصطفى القصاب، جعفر الشويخات، إبراهيم اليعقوب، على الحوري، عبدالكريم الناصر، أحمد المغسل، حسين آل مغيص، عبدالله الجراش، سعيد البحار، عبد الجليل السمين، فاضل العلوي، على المرهون، مصطفى المعلم، صالح رمضان، جعفر على المبارك، عبدالكريم كاظم، هاشم الشخص وحسن الصفار. -1- جعفر الشويخات ولد جعفر الشويخات في مدينة سيهات شرق الحجاز عام 1977، وفي سن السابعة دخل المدرسة الابتدائية في مدينته وواصل دراسته فيها، ثم التحق بالمدرسة المتوسطة، غادر السعودية بعد بلوغه سن الخامسة عشرة، للتزود بالمعارف الإسلامية في الحوزة، وعقب عودته شكل عددًا من المجموعات الجهادية داخل المملكة العربية السعودية، ثم اعتقل أوائل التسعينيات، وأُصيب أثناء الاعتقال بأمراض مزمنة وخاصة في العمود الفقري ظل يعاني منها حتى وفاته... شارك في الاضراب عن الطعام الذي نفذه المعتقلون في سجن الدمام احتجاجاً على المعاملة السيئة وبعد 72 شهراً من العذاب والتنقل من سجن الدمام إلى سجن الحاير، تم إطلاق سراحه وأخوته...عاد لممارسة أنشطته السابقة، وفي ظروف غامضة طاردته السلطات، ما جعله يفر من البلاد، فلاحقوه في الخارج إلى أن تم إلقاء القبض عليه في سوريا في 19 أغسطس 1996، وبعد ثلاثة أيام فقط أُعلن عن وفاته داخل الزنزانة، وقال السوريون إنه انتحر بصابونة غسيل في دورة المياه، ودفن بالشويخات في مقبرة للشيعة بجوار السيدة زينب بدمشق، البعض يشير إلى أنه قُتل من قبل المخابرات السورية، لأنه كان سيقود التحقيقات السعودية والأمريكية إلى إيران، ويرى آخرون أن الشويخات تم تهريبه إلى إيران، والادعاء بأنه قتل نفسه، حيث تم دفنه سريعًا دون أن يتسنى للسلطات السعودية التأكد من مقتله. -2- أحمد المغسل قائد الجناح العسكري للحزب، وتلقى تدريبات في إيرانولبنان على التعامل مع شتى أنواع الأسلحة والمتفجرات، وقاتل في صفوف حزب الله اللبناني ضمن المجموعة التي دربتهم طهران بعد الثورة الخمينية، ووعدت بدعمهم من أجل بناء جمهورية إسلامية مشابهة للنموذج الإيراني في السعودية. وُضع المغسل ضمن قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالية لأهم الإرهابيين المطلوبين للعدالة، ومعه عناصر أخرى من الحزب يستخدم ضريح السيدة زينب قرب دمشق لتجنيد الشيعة السعوديين الذين يزورونه على مدار العام، وتدريب المجموعات التابعة للحزب على عمليات القتال والتفجير، واستخدم الضريح للتغطية على سفرهم للخارج بشكل متكرر. -3- هاني الصايغ أحد المتهمين في تفجير المجمع العسكري للولايات المتحدة في الخُبر في يونيه 1996، والذي أودى بحياة 19 جنديًا أمريكيًا، وعقب التفجير فرَّ هاني الصايغ، إلى الولاياتالمتحدة الأمريكية طلباً للجوء السياسي، لكنه أُعيد إلى السعودية في 10 أكتوبر 1999، بعد يومين من تصريح سلطات الولاياتالمتحدة بأنه "لا يحقُّ له البقاء في البلاد، وأنَّ إبعاده إلى المملكة العربية السعودية إجراءٌ مناسبٌ" وعقب وصوله إلى المملكة العربية السعودية، تم اعتقاله وبعد 10 أيام أُبلغت زوجته وطفلاه الصغيران بمكان وجوده، في سجن الحائر بالرياض، وسُمح لهم بزيارته بحضور رجال الأمن، ولا يزال هاني الصايغ معتقلاً. -4- هاشم الشخص أحد مؤسسي الحزب، وُلد عام 1957 في الإحساء، وانتقل إلى قم في بداية ثمانينيات القرن الماضي، ودرس على يد حسين منتظري، وقام بزيارة إيران في فترة، ليترك الدراسة الدينية، ويتجه إلى السياسة والانخراط في أعمال الحزب. -5- عبد الكريم الحبيل عبد الكريم كاظم سلمان الحبيل، من مواليد 1954 في تاروت حي الدالية، ويعد من أبرز الشخصيات التي أسهمت في تأسيس الحزب، ومن منظريه الأساسيين، لكنه الآن بعيد عن نشاطه ويقتصر عمله على إلقاء الدروس الفقهية والخطب الدينية في بلدة الربيعية بجزيرة تاروت، وعُرف عنه تشجيع الأنشطة الثقافية والمشاريع الخيرية والاجتماعية في تاروت والقطيف، إذ أشرف على تأسيس مشروع الزواج الخيري بجزيرة تاروت عام 2002، كما تولى الإشراف على تأسيس برنامج الدراسة الصيفية"، والخاص بإرسال طلبة الجامعات والمرحلة الثانوية إلى التعليم بالخارج. -6-حسن الصفار حسن بن موسى بن الشيخ رضي الصفار، من مواليد القطيف عام 1958، رجل دين شيعي ومرشد ومنظّرمنظمة "الثورة الإسلامية لتحرير الجزيرة العربية"، والتي صارت تسمّى فيما بعد ب"منظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية"، التي يشكل حزب الله الحجاز ذراعها العسكرية. تعلم القرآن الكريم ودرس الابتدائية في مدرسة زين العابدين، ثم التحق بمدرسة الأمين المتوسطة بالقطيف، وهاجر إلى النجف الأشرف للدراسة في الحوزة العلمية سنة 1971 وبعد سنتين انتقل إلى الحوزة العلمية في مدينة قم إيران سنة 1973 ثم التحق بمدرسة الرسول الأعظم في الكويت لمدة ثلاث سنوات، وواصل دراساته العلمية في طهران من سنة 1980 إلى سنة 1988، وتلقى حسن الصفار علومه ومعارفه على يد مجموعة من العلماء...بدأ حسن الصفار ممارسة الخطابة الدّينية عام 1968، وعمره أحد عشر عامًا، واستضافته العديد من المجتمعات لإحياء المواسم والمناسبات الدينية بمحاضراته، في الإحساء، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، قطر، دبي، دمشق، قم، وطهران، صدر له أكثر من ثمانين كتاباً في مختلف مجالات المعارف الدينية والثقافية، وترجم بعضها إلى لغات أخرى، وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران سنة« 1979م » أذيعت محاضراته وخطاباته من القسم العربي في إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وصدر له أكثر من 4000 شريط كاسيت وفيديو مسجل لمحاضراته تتداول في مختلف المناطق، حيث نشرت له عدد من المجلات العلمية والثقافية بحوثاً ومقالات منها: مجلة(الكلمة)، ومجلة (الواحة)، ومجلة (البصائر)، ومجلة (الحج والعمرة)، ومجلة (المنهاج)، ومجلة(رسالة التقريب)، ومجلة (الوعي المعاصر)وغيرها، كما نشرت له بعض الصحف اليومية مقالات أسبوعية منتظمة منها: جريدة (اليوم) السعودية، وجريدة (الوطن) السعوديه، وجريدة (الأيام) البحريني،. وهو عضو في الهيئة الاستشارية لمجلة (الكلمة) والهيئة الاستشارية لمجلة الوعي المعاصر وعضو في الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية...شارك في مؤتمرات الحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية، ومؤتمرات مركز الشباب المسلم في الولاياتالمتحدة الأمريكية، وبعض مؤتمرات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في الكويت، ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في مملكة البحرين، والصفار عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وشارك في مؤتمرات للحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية، ومؤتمرات مركز الشباب المسلم في الولاياتالمتحدة الأمريكية، ومؤتمرات لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في الكويت، ولوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في مملكة البحرين، ولوزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية، ومؤتمرات إسلامية وعلمية مختلفة. -7- عبد الكريم حسين الناصر الشيخ عبد الكريم حسين الناصر، هو الأمين العام للحزب، وهارب في الوقت الحالي إلى إيران، ويتردد على سوريا في محاولة لتجنيد الطلبة السعوديين من الدارسين في مقام السيدة زينب، وضمهم للحزب لتنفيذ عمليات إرهابية. أهم العمليات المسلحة "الإرهابية" التي نفذها حزب الله السعودي فوق الأراضي السعودية منذ نشأته نفذ الحزب عدة عمليات بالمنطقة الشرقية، وتمكنت السلطات السعودية من إحباط عمليات أخرى، وعثرت على قنابل وعبوات ناسفة بمصانع وشركات ومواقع حساسة، كما "استُشهد" عدد من رجال الأمن السعودي في مواجهات مع عناصر الحزب أثناء محاولة القبض عليهم، وحاولوا اغتيال عددٍ من الدبلوماسيين السعوديين بالخارج، وكانت هذه العمليات تستغل وجود عملاء لها ضمن منشآت النفط السعودية ومن أبرزهذه العمليات:
-1 مظاهرات الحجّ عام 1988، حيث قام أفراد من حزب الله الحجاز بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني بمظاهرة كبيرة في الأماكن المقدسة أسفرت عن العديد من الضحايا. 2- التعاون مع حزب الله الكويتي في استعمال الغازات السامة في نفق المعيصم في مكةالمكرمة، ما تسبب في جرح وقتل المئات من حجاج بيت الله الحرام. 3- تفجير شركة صدف البتروكيماوية في مدينة الجبيل في مارس 1988، وتبناه الحزب وصرح بأن أربعة من عملائه قاموا به وهم من جزيرة تاروت. 4- تفجير مبنى للحرس الوطني في الرياض عام 1995 5- تفجير أبراج الخبر في 25 يونيه 1996، عقب تفجير خزان كبير مملوء بأطنان من مادة "تي أن تي"، جوار مركز سكني به عسكريون أمريكيون ونتج عن العملية قتل 19 أمريكيًا وأصيب مئات. أهم الإنتقادات الموجهة لحزب الله السعودي خصوصا فيما يتعلق بعلاقته مع نظام الملالي الحاكم في إيران. هناك العديد من الإنتقادات الموجهة لحزب الله السعودي، حيث يركز المتتبعون على مجموعة من الملاحظات التي اعتبروها نواقص في مسيرة الحزب، لعل أبرزها: 1- الإمتداد الفكري للكيانات والجماعات الإسلامية المتطرفة والتكفيرية. 2- محاولة استغلال الشيعة في المملكة العربية السعودية بدعوى الحصول على الحقوق والإعتداء على الحريات. 3- حالة الخمول التي يمر بها الحزب حاليًا تعود إلى تراجع الدعم الإيراني له، في مقابل صفقات سياسية، ما يقلل من مصداقيته أمام الشرائح الشيعية داخل المملكة العربية السعودية ودول الجوار 4- إستغلال الحزب طلاب الحوزات، لاستخدامهم في تحقيق أهداف تتسق مع الثورة الإيرانية في إيران، يحوله إلى مجرد تابع لها. 5- يؤكد العديد من الباحثين أن حزب الله الحجاز هو ذراع إيران العسكرية للضغط على السعودية من الداخل تشير الأدلة والوقائع إلى احتمال أن ينتفض حزب الله الحجاز مرةً أخرى، وبقيادة أحمد المغسل وعبد الكريم الناصر لتنفيذ عمليات "إرهابية "تقلق الهدوء السعودي، وتضغط على الحكومة السعودية للوقوف إما مع أو على الحياد اتجاه النظام السوري، حيث تتأثر نشاطات حزب الله الحجاز بعلاقة إيران وسوريا بالسعودية، وعلى الرغم من عودة الكثير من قيادات الحزب للعيش في السعودية، غير أن هذه القيادات هي المسؤولة عن الجانب الفكري والمعنوي، وليس العسكري للحزب ولذلك فأنه لم يكون مستغربا أن يعود الحزب لنشاطاته التي وإن رفضتها قيادات علمية ودينية حالياً إلا أنه من السهل الحصول على فتاوى وأوامر دينية من قيادات قد تكون أعلى من القيادات المحلية، حيث إن المرجع الأعلى للحزب هو آية الله على خامنئي، وهو من يتولى قيادة إيران وطموحاتها في المنطقة، ولن تعدم إيران الوسائل، بأن يبقى حزب الله الحجاز ناشطاً مناهضاً للنظام السعودي، كما أن سوريا ستجد كياناً جاهزاً للاستغلال وإقلاق من وقف ضدها في صراعها المرير مع المعارضة المتكونة أصلا من تنظيمات إسلامية سنية مدعومة بشكل كبير من طرف النظام السعودي واستخباراته. ولكن بعد القبض على كثير من رموز هذا الحزب، ورجوع بعض رموز المعارضة الشيعية من "منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية" فقد تقرّر للحزب مواصلة العمل السياسي والإعلامي في الخارج، ولا يزال الحزب إلى الآن يقوم بإصدار النشرات "التحريضية" والدعوات الداعية للعنف، ومقاومة الحكومة والإصرار على تحريرها من الحكومة السعودية كما أنّ له موقعاً على الإنترنت يقوم فيه بجمع ونشر إصداراته وإصدارات منظمة الثورة الإسلامية...ويرى الباحث الأمريكي كريستيان مارشال المهتم بشؤون الشيعة داخل دول الخليج العربي، أن الملامح النهائية للحزب تمرّ بكثير من المتغيرات والمنعطفات التي أسهمت في النهاية في تكوينه بذات الغايات التي ترمي إليها إيران الخمينية، التي ضغطت باتجاه تنظيم الحزب وإطلاقه لأعمال مضادة داخل السعودية، وذلك أمر تحقق في بداية الثمانينيات الميلادية بصورة مماثلة لحزب الله اللبناني الذي نجح هناك وفشل بالسعودية. المغرب مطالب باستلهام الدروس والعبر من مطبات النظام السعودي في تعامله مع الشيعة أصبح لزاما على صناع القرار بالمغرب، التعامل بذكاء مع الشيعة خصوصا منهم "التيار الرسالي" بالمغرب، الذي أصبح يتمتع بشعبية وتغلغل بشكل كبير في النسيج المجتمعي المغربي(حسب تقارير رسمية)، وأصبح يقترب من تحوله إلى رقم مهم في المعادلة الثقافية/السياسية بالمغرب. فمجابهة المد الشيعي في صفوف المغاربة، خصوصا منهم النخبة التي استهوتها المعتقدات الشيعية وأطروحاتها السياسية العلمية، بالعنف وسياسة الحديد والنار لن يجدي نفعا، وما وقع مؤخرا عند اعتقال ومحاكمة أحد رموز "التيار الرسالي" بالمغرب، يعطي الدليل والبرهان على أن مواجهة المد الشيعي بالمغرب لن يتأتى إلا بفكر عقلاني متوازن، يستهدف الأطروحة العقدية والسياسية للشيعة... حيث أدى التضييق على شيعة المغرب، ومحاكمة بعض رموزهم ومنعهم من الإشتغال العلني، على تكاثقهم وحسم خلافاتهم "التاكتيكية"، وادى إلى كسبهم للمزيد من التعاطف في صفوف الشارع المغربي...خصوصا وأنهم يعلنون جهارا تمسكهم لإمارة المؤمنين وينادون بالتغيير السلمي/الثقافي، بعيدا عن استعمال العنف والثورات المسلحة. هنا نستحضر، أنه تم التداول داخل دواليب الدولة المغربية في سيناريو جيو استراتيجي، يهدف إلى شبه تعاون/تعامل مع شيعة المغرب، لمحاصرة السلفية الجهادية ومحاربة الفكر الوهابي المتطرف في صفوف الشباب المغربي...؟