أصبح المستشار الملكي للشؤون السياسية الداخلية فؤاد علي الهمة المخاطب الرئيسي وباستمرار لرئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران في القضايا السياسية في ظل وجود الملك محمد السادس في رحلة مفتوحة في فرنسا منذ شهر، ويحصل هذا على الرغم من الجفاء بين الطرفين وشروط ابن كيران السابقة بعدم التعامل مع وسطاء. ومن مفارقات السياسية المغربية أن ابن كيران شنّ حملة سياسية وإعلامية ضد فؤاد علي الهمة قبل الانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر الماضي متهما إياه بشتى الاتهامات، وأعلن رفضه وساطة أي مستشار بينه وبين الملك في حالة رئاسته للحكومة، لكن يبدو أن ابن كيران لا يقدم على اتخاذ أي قرار ذي أهمية إلا بعد أن يستشير فؤاد علي الهمة لأن الملك خوّل للأخير مخاطبة ابن كيران خلال غيابه. وتأتي استشارة فؤاد علي الهمة بصفته ممثلا غير مباشر للملك في الشؤون السياسية الداخلية والأمنية، بينما يستشير وزير الخارجية سعد الدين العثماني المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري في الشؤون الدبلوماسية. وتفيد بعض الأخبار أن ابن كيران تباحث مع الهمة بصفته مستشارا للملك في قضية الزيادات في المحروقات وإصلاح صندوق المقاصة، وأن الأخير قال له أنه يتوفر بصفته رئيس الحكومة على صلاحية اتخاذ القرارات التي يعتبرها مناسبة شريطة أن يتحمل مسؤوليتها أمام الشعب. ونظرا لغياب الملك في عطلة مفتوحة في فرنسا منذ شهر، فابن كيران يلجأ أساسا الى فؤاد علي الهمة للتباحث معه واستشارته في الكثير من القضايا الحساسة قبل الإعلان عنها للرأي العام.