اعتبر العديد من المتتبعين للشأن المغربي، أن شروع شرطة المرور في تحرير مخالفات الراجلين لم تسبقه أي حملة تحسيسية، رغم وجود جهات مكلفة بذلك، تصرف عشرات الملايير من المال العام في حملات بدون أي مفعول ، كما أن تحميل الراجلين المسؤولية بدعوى تطبيق القانون دون تمكينهم من ممرات خاصة بهم، ودون تحرير الملك العام من "السيبة" الحقيقية التي يغرق فيها، يجعل من هذا الإجراء خطوة عرجاء لن تحقق الغاية منها. و في سياق متصل، أشارت صحيفة المساء في افتتاحية عددها الصادر نهاية الأسبوع، أن معظم من سبقت لهم زيارة الدول المتقدمة انبهروا بسلوك الراجلين والسائقين، وكأن الأمر يتعلق بإنجاز خارق لبشر فوق العادة، في "حين أن الأمر مرتبط بمعادلة بسيطة تقوم على احترام المواطن بتوفير الخدمات والفضاء ات الضرورية له، مقابل احترام القانون تحت طائلة العقاب والزجر، فيما نختزل نحن المعادلة في جزئها الأخير فقط". و تابعت نفس الصحيفة أن ردود الفعل المتباينة التي استقبل بها المغاربة شروع شرطة المرور في تحرير مخالفات الراجلين، ركزت بالأساس على غياب الأرضية المناسبة لتطبيق هذه العقوبات، وهي مؤاخذات لا يمكن إلا أن نقول أنها موضوعية ومبررة، وفي الوقت ذاته نصفق لهذا الإجراء الذي يبقى ضروريا للتقليل من الفوضى ومن نزيف حرب الطرق في بلادنا.