منحت بريطانيا اليهود حق إقامة وطن قومي لهم في دولة فلسطين في 2 نوفمبر عام 1917 وفقاً بما يسمى وعد بلفور و منذ ذلك الوعد المشئوم والعرب يقدمون تنازلات واليوم و بعد 100 عام يوقع الرئيس الامريكى قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف التي سوف تتبعها عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية والعربية. إن قرار ترامب في هذا التوقيت يدل على أن اليهود يتبعون سياسة طويلة الأمد في الاستيلاء الكامل على دولة فلسطين وفق خطة محكمة قد تتغير فيها التوقيتات الزمنية وفقاً للأحداث التي تشهدها المنطقة العربية وحالة الموقف العربي من القوة والضعف وكلما كانت القرارات قوية كلما دلت على ضعف الشعوب العربية.
يجب أن نتوقف عن الكلام المرسل وأن نشجب وندين ونعقد اجتماعات واهية الغرض منها تهدئة الراى العام أو اللعب على مشاعر الشعوب ولكن يجب على رؤساء وملوك الدول العربية أن يعلموا أن الأمريكان ليسوا دعاة سلام ولا يسعون إليه ولذلك يجب التعامل معهم على أنهم خصوم وطرف واحد مع العدو الصهيوني والبحث عن دول أخرى قوية ترعى عملية السلام العادل.
إن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يُلزم الدول العربية أن تتخذ موقفاً موحداً و قوياً من أجل الحفاظ على هوية القدس الشريف وأن تدعم المقاومة الفلسطينية بكل قوة وأن تشتد حدة الانتفاضة والالتفاف حول الشعب الفلسطيني بكل طوائفه وحركاته ومنظماته فالجميع فى بوتقة واحدة هي الثأر للمعتقدات ،والتاريخ لن يرحم المتقاعسين.
أهم ما ينبغي عمله الآن هو عدم الاعتراف بأي سفارة تقام في القدس الشريف قبل الاعتراف بدولة فلسطين وأن القدس عاصمة لها ، ولابد من قطع العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية والعدو الصهيوني (إسرائيل وأمريكا )وعلى السعودية وقطر الاستغناء عن القواعد العسكرية الأمريكية ، وعلى جميع الدول العربية الاتحاد مع بعضها البعض نحو هدف واحد ولا يتم إلقاء التهم أو التلويح بالتأمر أو التخوين لأي دولة عربية.
إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا العربية الأولى والخطر الأكثر شراسة التي يهددنا و يهدد مستقبل الحضارة الإسلامية و رغم الأزمات التي تشهدها وتمر بها أمتنا العربية إلا أننا جميعا يجمعنا دين واحد وعرق واحد وحضارة واحدة لم ولن يصل إليها هؤلاء الصهاينة ، فهيا بنا جميعاً نبتعد عن الخلافات وننسى كل المشكلات ونعتصم بحبل الله من أجل ديننا و كرامتنا و أرضنا وتاريخنا وحضارتنا.