تحرص المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على تقديم القهوة شخصياً لضيوفها داخل مكتب المستشارية. لفتة صغيرة من قبل ميركل لكنها تترك وقعا كبيراً في نفوس ضيوفها. فهل هي صفة طبيعية لديها أم أنها محاولة لتلميع صورتها؟ قبيل فترة الانتخابات البرلمانية التي جرت في سبتمبر (أيلول)، استقبلت المستشارة أنجيلا ميركل صحفيين من صحيفة "دي فيلت" الألمانية بغرض إجراء مقابلة معها. الصحفيون وصفوا المستشارة الألمانية بعد المقابلة بأنها "مضيفة مثالية تقدم القهوة شخصياً لضيوفها"، وهي نفس التجربة التي مرّ بها صحفيون في مجلة "إيه دي إيه سي موتور فيلت"، والذين كتبوا بعد لقاء جمعهم بميركل كيف أن المستشارة "تقدم للضيف فنجان القهوة من يديها". كما استقبلت ميركل قبيل الانتخابات الماضية القائد السابق للمنتخب الألماني ونادي بايرن ميونيخ، فيليب لام. ونقلت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" انطباعات اللاعب الألماني بعد تلك الزيارة، حيث قال إن "ميركل قدمت له في البداية شروحات لهندسة مكتب المستشارية، وبعدها قدمت له شخصياً فنجان قهوة"، نقلاً عن صحيفة " فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" الألمانية. في الوقت الذي يعتقد فيه البعض بأن ميركل لجأت إلى تلك الطريقة لتظهر بمظهر المضيفة المثالية بهدف التأثير على الرأي العام قبيل الانتخابات، إلا أن المستشارة الألمانية تعوّدت على تقديم القهوة أو الشاي أو العصير لضيوفها بشكل شخصي منذ سنوات عدة، ولا تسعى من خلال سلوكها إلى تلميع صورتها الشخصية، كما يشهد بذلك الكثير من الصحفيين والشخصيات العامة. وخلال السنوات الأخيرة، نشرت صحف ألمانية مقالات تصدرتها عناوين بارزة حول كرم ميركل وحرصها على تقديم المشروبات للضيوف بشكل شخصي دون الاستعانة بمساعديها، بحسب ما تكتب "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ". هذا ولا يقتصر كرم ميركل على الضيوف الذين تستقبلهم في مكتب المستشارية ببرلين، بل امتد أيضاً إلى بعض المؤتمرات والاجتماعات التي شاركت فيها خارج ألمانيا. ففي عام 2011 تناقلت الصحف صوراً لميركل خلال إحدى الاجتماعات ببروكسل وهي بصدد تقديم فنجان قهوة لرئيس الوزراء اليوناني السابق يورغوس باباندريو. وفي عام 2015 قامت بنفس الشيء مع خلفه ألكسيس تسيبراس في بروكسل أيضاً ، وهي التفاتة تركت صدى إيجابياً لدى رئيس الوزراء اليوناني في وقت كانت تمر فيه بلاده بمرحلة حرجة بسبب الأزمة المالية.