أيها المغاربة العقلاء إعلام أبوظبي يحاول الزج بكم في الأزمة القائمة بين دولة قطر الشقيقة وعدد من دول الخليج الشقيقة أيضا، فقد بدأت قناة سكاي نيوز التي تبث أخبارها من إمارة أبوظبي في الآونة الأخيرة تزج بمغاربة من خلال سرد بعض القصص الأقرب إلى قصص الخيال منها إلى الحقيقة للتبلي على قطر بخصوص اعتقال مغاربة على صلة بالأزمة القائمة بهدف التشويش على العلاقات الأخوية التي تربط بين المملكة المغربية ودولة قطر الشقيقة. فقد طلعت علينا قناة سكاي نيوز في عدة خرجات كان آخرها ربورتاجا إخباريا من المغرب استغلت فيه أحد الشيوخ الكبار في السن وجعلته يتحدث عن اختفاء ابنه في قطر حيث قالت إنه كان يعمل في قصر أحد الشيوخ المعارضين للنظام، والحقيقة أن الكلام فيه كثير من الضلال والتضليل لأن الشيخ صاحب القصر يفترض أنه يعيش خارج البلاد منذ فترة طويلة وبالتالي فما جدوى وجود عمال وموظفين فيه ومن كان يدفع رواتبهم ثم إن السلطات القطرية لها من الحكمة في التعامل مع الأمور ما يكفي للتمييز بكون العمال في قصر شيخ معارض لا علاقة لهم بمواقفه وبالتالي فما جدوى اعتقالهم، فهذا مجرد ادعاء باطل تسعى من خلاله هذه القناة إلى نشر الفتنة وخلق البلبلة بين المغرب ودولة قطر خصوصا بعد الموقف المشرف والحكيم للمغرب فجر اندلاع الخلاف حين التزم الحياد الإيجابي ودعا الأطراف كلها لدرء الخلاف واقترح دور الوساطة وذكر بأنه لا يجوز فرض الحظر على دولة شقيقة مسلمة في شهر فضيل هو شهر رمضان وأمر الملك بتزويد السوق القطرية بما تحتاجه من مواد غدائية. والواقع أن من يعرف قطر وقيادتها حق المعرفة لا يمكنه أن يصدق ما يقال من تحريض إعلامي يتغيى خلق الفتنة وتوسيع دائرتها بهدف تحقيق مآربه المتمثلة في تضييق الحصار على دولة قطر التي، بكل أمانة وتجرد، أبهرت العالم بأسلوب إدارتها للأزمة والرقي في تعاطيها معها بالحجة والدليل بعيدا عن لغة التوتر والإساءة؛ كما وجب التذكير إلى أن المواطن المغربي في قطر يلقى كل التقدير والمحبة وهذه شهادة لا ينكرها إلا جاحد.
وحتى ندلل على الكلام بأن قناة سكاي نيوز عربية – أبو ظبي لسان الدولة في الإمارات تستقصدنا وتود ضرب دبلوماسيتنا من خلال هكذا تقارير والزج بمغاربة في قصص تتهم دولة قطر، أذكركم بما قامت به في عدة مرات من بث تقارير تنال من الوحدة الترابية الوطنية ممثلة في قضية الصحراء المغربية حيث وصفت الوضع هناك مع شقيقتها قناة العربية، الناطقة باسم السعودية وتتخذ من دبي مقرا لها "بالاحتلال والمغرب بالمحتل" وتبعها باقي إعلام الإمارات، وكل هذا بسبب موقف المملكة المحايد إيجابا من الأزمة الخليجية التي لم تر لها سببا وجيها يدعو إلى وجودها، وأنها تخدم التفرقة والشتات وأجندة أعداء الأمة.
كما أن القناة المذكورة ومثيلاتها في الإمارات تناولت، منذ إعلان المغرب موقفه الرسمي من الأزمة، تقارير مغرضة من هنا وهناك تركز وتنبش في قضايا ذات علاقة بالشأن الداخلي لبلاد ذات نزعة تحريضية في أحيان كثيرة ولا تنبني على وقائع ولا تستند إلى منطق وكأن المغرب مطلوب منه أن يصفق كلما طلب منه ذلك وأن ليس له الحق في التعبير عما يراه منطقيا ومنسجما مع لغة العقل. لذلك نقول إن المغرب بلد حر مستقل وعريق ولا يخض لوصاية أحد وأنه بلد مواقف يشهد لها التاريخ مع جميع الدول الشقيقة والصديقة ولكم في التاريخ عبرة يا أولي الألباب فاسألوه.
وبالعودة إلى الموضوع المثار في بعض المواقع المغربية بعد تقرير سكاي نيوز عربية وتساؤل البعض منها عن موقف الخارجية المغربية من القضية، وجب التوضيح أن الخارجية تتصرف وفق معلومات موثوقة ومصادر السفارات المغربية وليس وفق ما تبثه قنوات تسعى إلى الفتنة ولا مصداقية لها بدليل تبليها على المغرب في قضيته الجوهرية ولمن أراد أن يتبين فعليه بالبحث عن تقارير هذه القناة وأخواتها في دولة الإمارات الشقيقة في اليوتوب.