الحقيقة أنها لم تنجح فحسب ، بل لا أحد كان يتوقع هذا النجاح المبهر الذي تحقق.الكل كان يشك في أن الحركة موجودة أصلا.و أن هؤلاء الشباب الجالسين وراء الحواسيب سيخرجون كما يزعمون.لكن في صبيحة 20 فبراير خرج في المغرب كله أكثر من ربع مليون مغربي في 53 عمالة و إقليم.يرددون صوتا واحدا ، إسقاط الفساد و القضاء على المفسدين والمطالبة بالحرية و المساواة و المشاركة في سياسة حقة و مراجعة الدستور الذي مر عليه 15 سنة...بعد 20 فبراير الكل نوه بالتظاهرات السلمية الغير مسبوقة.الأحزاب و الجمعيات كلها تجيد بما حدث و تؤكد أن ما تخلل المظاهرات من أعمال عنف شيء عادي يحدث في مختلف التجمعات حتى في الدول المتقدمة رغم أن الكل يشجبها ويرفضها. المغرب تحرك بعد 20 فبراير.الكل يتكلم عن الإصلاحات ، مطالب الشباب تناقش داخل مقرات الأحزاب ، الصحافة الوطنية و الدولية أشادت بوعي الشباب و مستوى نضج مطالبهم. الحكومة المغربية منذ 20 فبراير لم يمر اجتماع أو لقاء وزاري دون مناقشة الحركة. جل الوزراء يتكلمون حول الحركة في خرجاتهم الإعلامية. الجميع يحاول القيام بإصلاحات. سمعنا عن توظيف مباشر.مراجعة بعض القوانين.العمل المكثف و الدءوب من أجل احتواء الحركة. القصر تحرك.جلالة الملك بعت عدة رسائل للشباب ، بأن وتيرة الإصلاحات ستتواصل بسرعة أكثر. تواصل مع الأحزاب و النقابات. و أعطى عدة إشارات حول عمله من أجل الابتعاد عن عالم المال و فصل السلطة عنها. كل هذا بفعل الوضع العربي المتقلب و تحرك شباب تجاوز حاجز الخوف لطلب شيء واحد: هو الإصلاح تم الإصلاح فالإصلاح.