تستثمر شركات التقنية العملاقة مثل أمازون ومايكروسوفت وغوغل وأبل بشكل كبير في السباق الحالي لتصبح رائدة في مجال "تقنيات التعرف على الصوت"، حيث أن التفاعلات المبنية على الصوت ستكون بلا شك جزء أساسي من المستقبل الإنساني، وظهرت التفاعلات التي تستخدم تقنية التعرف على الصوت بقوة في العام الماضي، وأصبحت هذه التكنولوجيا بمثابة صفقة كبيرة، وذلك على الرغم من أن أجهزة الحاسب كانت قادرة على قبول الأوامر الصوتية من التسعينيات. وساعدت زيادة شعبية الخدمات التي تستعمل تقنية التعرف على الصوت مثل أليكسا من أمازون وغوغل أسيستينت وسيري من أبل وكورتانا من مايكروسوفت على جعل واجهات المحادثة الأولوية رقم واحد لعمالقة التكنولوجيا اليوم. وولدت التحسينات في تكنولوجيا معالجة الصوت والتعرف على الصوت آمالاً كبيرة بالنسبة لتطبيقات المساعدة الصوتية، حيث اعتبر ذلك الخبر سار بالنسبة إلى أي صناعة تستفيد من مثل تلك المساعدات الصوتية. وفيما يلي نظرة على بعض الصناعات التي يمكن للتكنولوجيا الصوتية تغيير طريقة تعامل المستهلكين مع المنتجات والخدمات. 1. السيارات تسمح هذه التكنولوجيا بزيادة السلامة من خلال السماح للسائقين بالمحافظة على جعل نظرهم منصباً دائماً على الطريق، ويستعمل العديد من السائقين حالياً التفاعلات الصوتية على هواتفهم أثناء القيادة، وفي حال تطور صناعة السيارات بشكل سريع فقد تصبح هذه المساعدات الصوتية أساسية للسائقين الذي يمضون عدة ساعات في اليوم أثناء التنقل. وقد تصبح تجربة القيادة مختلفة جداً في المستقبل، وتتنافس المساعدات الرقمية في الحصول على انتباه المستهلكين المهتمين بالأوامر الصوتية، ويمكن لصناعة السيارات أي يكون لها نصيب من هذه المسألة، حيث من المرجح أن يكون سلوك المستخدمين ضمن سيارات المستقبل مشابه لسلوكهم في المكتب أو غرفة المعيشة، مما يعني أن التفاعلات الصوتية ستكون أساسية. 2. الأدوات القابلة للارتداء عالية التكنولوجيا تواصل الأجهزة القابلة للارتداء، التي لا تمتلك شاشة عرض، نجاحها بفضل تقنية الصوت، حيث تعمل الآن أجهزة مثل فيتبيت كمستشعرات تتطلب واجهة محمولة إضافية، بينما يمكن في زمن المساعدات الصوتية ارتداء تلك الأجهزة التي تبدأ بالعمل بشكل مستقل عن أنظمة التشغيل. كما يفترض أن تستفيد الأجهزة الصغيرة التي تمتلك شاشة عرض مثل نظارة غوغل غلاس من الأوامر الصوتية، ويعود جزء من فشل نظارة غوغل إلى أن ارتداء هذه التكنولوجيا كان واضحاً جداً للعيان. ويمكن لأجهزة مثل نظارة غوغل أن تصبح أصغر وأخف وزناً وأقل تشتت في حال تم الاستغناء عن الأزرار المادية وشاشة العرض، بحيث يسمح التحكم الصوتي بزيادة تبني التكنولوجيا القابلة للارتداء والسماح بدمج مثل هذه الأجهزة بشكل أكبر في الحياة اليومية للمستهلكين. 3. خدمة العملاء أثرت تكنولوجيا الصوت بشكل كبير على خدمة العملاء، وسوف يساعد دخول المساعدات الصوتية في إنتاج المزيد من التغييرات في السنوات القادمة، فقد يتوفر للموظف مزيد من الوقت لأداء مهام أخرى أكثر صعوبة عندما يتواجد جهاز يعمل على المهام البسيطة مثل أليكسا من أمازون، كما قد يجد تجار التجزئة أن وجود مساعد صوتي في مخازنهم يسمح لهم بإنجاز نفس الوظيفة مع عدد أقل من الموظفين على الأرض. وقد يكون من المثير للاهتمام أن نرى أي من تلك الشركات سوف تستفيد من هذه التكنولوجيا وكيفية تأثيرها على تجربة العملاء، ويعتبر الاستثمار في المساعدات الصوتية الآن بمثابة فرصة لتوفير المال وجعل العملاء أكثر راحة عند التحدث إلى مساعد رقمي. 4. أجهزة للمعاقين بصرياً تسمح المساعدات الصوتية والأجهزة المعتمدة عليه بالتفاعل بين الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والعالم من خلال طرق تم رفضها من قبل، حيث أن أغلب الشركات تعتبر فاشلة في معالجة الأمور المتعلقة بخدمات تسهيل الوصول الموجودة على شبكة الإنترنت والأجهزة المحمولة. وتعمل شركات التكنولوجيا حالياً على شيء من شأنه أن يساعد هذه الفئة السكانية المهملة في الكثير من الأحيان، حيث أصبح بامكان شخص من ذوي الإعاقة البصرية، ولأول مرة، أن يتعامل مع تلك الأمور بسهولة توازي سهولة استعمالها من قبل باقي الأشخاص الذين يستعملون شاشات تعمل باللمس، بحيث يعتبر هذا الجانب أحد الجوانب الأكثر إثارة بالنسبة للتحكم الصوتي لأن لديه القدرة على تغيير الحياة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات مختلفة. 5. الترجمة اللغوية والترجمة الفورية وقد يشهد مجال ترجمة اللغة طفرة مع زيادة إمكانيات التعرف على الصوت، حيث تستثمر شركات مثل غوغل في أنظمة معالجة صوت أكثر ذكاء قد تسمح بتغيير مستقبل هذه الصناعة، وعلى سبيل المثال فقد تطور Google Translate من تطبيق لترجمة النصوص البسيطة إلى مترجم كامل مع قدرات الاستماع. ويرجع الفضل في ذلك إلى معالجة الصوت وبحوث التعلم الآلي، وتستعمل الشركات التطورات الحاصلة في تكنولوجيات معالجة الصوت من أجل بناء المزيد من القوة في معالجة لغاتها، ويمكن للإنسان أن يكون قادر على فهم كل لغات هذا الكوكب من خلال أداة بسيطة قابلة للارتداء، وهذا قد يصبح حقيقة بفضل التقدم في تكنولوجيا الصوت. ورغم أن البداية ما تزال بطيئة إلا أن التفاعل الصوتي والتعرف على الصوت يكتسبان حالياً زخماً بمعدل مثير، وكانت الشركات تهدف إلى إعادة إنشاء المحادثات الإنسانية الأساسية إلا أن المستقبل يتجه نحو تجاوز لوحات المفاتيح والشاشات، وكان التواصل الصوتي البشري محورياً في تطوير أنواعنا، إلا أن المساعدات الصوتية توفر القدرة على التواصل مع الآلات بطريقة أكثر كفاءة من البشر.