قال المحلل السياسي، ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، محمد بودن، إن المباحثات الهاتفية التي أجراها جلالة الملك محمد السادس والرئيس النيجيري ثلاث رسائل تنوعت بين سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وتفعيل سريع لزيارة العاهل المغربي، وموضوع طلب المغرب للانضمام للمجموعة الاقتصادية لغرب إغريقيا ومجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد بودن أن الرسالة الأولى من هذه المحادثات الهاتفية هو وضع أولويات إجمالية لتفعيل سريع لنتائج الزيارة الملكية وتعزيز التعاون في المجالات محل الاتفاق، ومما لاشك فيه ثمة إشارة اطمئنان ملكي على عودة الرئيس النيجيري لممارسة مهامه الدستورية يوم 21 غشت الماضي بعد فترة علاج و نقاهة دامت شهورا خارج البلاد. أما الرسالة الثانية، وفق تصريح محمد بودن لجريدة أخبارنا المغربية، هي تأكيد رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا " ايكواس " على احترام المغرب لكل المعايير والمبادئ لاكتساب العضوية الكاملة ب ايكواس بعد حصوله على الموافقة المبدئية في الدورة 51 لقمة رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية في يونيو 2017،وتؤكد هذه المباحثات الهاتفية عمل المغرب بسياسة المراحل،كما تمثل ردا صريحا من قائدي البلدين على بعض الإشارات الواردة من بعض الأوساط في الدول المنزعجة من الحضور الافريقي للمغرب بعدما حاولت ترويج أسطوانة ان نيجيريا لم تكن حاضرة في القمة التي حصل فيها المغرب على الموافقة المبدئية للإنضمام ل" ايكواس". كما أشار رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية آلى أن المحادثة الهاتفية بين قائدي البلدين تؤكد تقدير المغرب لمكانة نيجيريا الإقليمية كبلد تحتضن عاصمته أبوجا مقر المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. فيما عكست الرسالة الثالثة، يسترسل المحلل السياسي، محمد بودن، التواصل المستمر بين المغرب ونيجيريا إرادة قوية على أعلى مستوى لربح رهان إنجاز سياسة متكاملة وليس العمل بالخيارات الفردية المحدودة، والإشارة الواردة في بلاغ الديوان الملكي والمتعلقة بالإرتياح للتقدم الملموس في المشروع الاستراتيجي انبوب الغاز المغرب _ نيجيريا تعني أن الرؤية واضحة والوسائل متوفرة لتنفيذ هذه الرؤية الإستراتيجية عبر استثمار المناخ الجديد للعلاقات بين البلدين والاتفاقية الإطار والوقت والاستعداد والانضمام المرتقب لمجموعة ايكواس ليكون مشروع الأنبوب في المحصلة بعوائد على دول المجموعة برمتها. وختم محمد بودن تصريحه بالقول إنه لا يمكن إغفال سياق آخر مرتبط بعودة الجزائر من جديد للحديث عن أنبوب الغاز نيجيريا _ الجزائر ( نيغال) بعد أن قدمه الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية نور الدين عيادي كمشروع تنموي في قمة اليابان _ افريقيا ( تيكاد ) بالموزمبيق غشت الماضي، ولكن ما يجعل المشروع الجزائري به خيال يرتبط بصعوبات تنفيذه يتجلى في التعثرات التي يعرفها المشروع منذ 2002 وكذا التوقعات التي تربط إنهاء أشغال الأنبوب في مطلع 2019 فضلا عن صعوبة تأمين أنبوب غاز في صحراء بين نيجيريا والنيجر والجزائر تمثل طريقا استراتيجيا للتهريب و الجماعات المسلحة و الإرهابية.