يعيش الشعب المغربي هذه الأيام حالة احتقان جماعية وكره لمسؤولي الوطن والشعب بسبب ما يسمى "حراك الريف"، حيث يعتبر أغلب الشعب صمت نوابه في البرلمان وصمة عار في جبينهم ونكسة سيسجلها التاريخ للأجيال القادمة. في حدود 2016-2017 فقد هذا الوطن خيرة أبنائه، جراء جرائم سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعلمية وهوياتية ضد إنسان هذه الأرض، جرائم أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها منظمة تتبعها سياسة منظمة، تدافع عن تقسيم الوليمة وإزهاق أرواح الشهداء، هي جريمة وخيانة ضد الوطن، فالقضايا التي إستشهد من أجلها هؤلاء هي قضايا وجود.. كرامة.. عدالة.. حرية ومساواة والحق في العيش الكريم، وهي من أبسط حقوقهم. خرج الريف منددا مطالباً بضرورة محاكمة من تسبب بمقتل شهيد الحگرة والتهميش محسن فكري بالريف، الذي انبتق من روحه الطاهرة حراك الريف الشعبي والسلمي، وقد ندد بذلك أيضا مجموعة من المدن الأخرى ومجموعة من الهيئات والجمعيات التي تنتعش وتعيش ضعفاً نضاليا في غياب مثل هذه الأحداث، مرت الأيام والريف يغلي والدولة بدأت تفقد سيطرتها الكاملة على احتواء الوضع وعادت حليمة إلى عادتها القديمة.. ولم تفرق بين الصغير والكبير ولا المرأة ولا الرجل، قنابل مسيلة للدموع وعصي لكل من خرج من بيته، الريف يغلي ومعه مدن كثيرة تتضامن وكأنها لا تعيش مثل ما يعيشه الريفيين هنا أقصد أسامر والاطلس اللذين خرجا ونددا بما يحدث هناك بالريف وهما يعيشان في القرون الوسطى. خرجت تنغير بدورها منددة بمقتل فكري ومتضامنة مع سكان الريف في محنتهم مع الدولة ناسية اغتيال عمر خالق على يد عصابة ومجرمين لا يؤمنون بالآخر، ويليه غرق رشيد المستور، الذي ذهب للبحث عن كرامته ولقمة عيشه في أوطان الآخرين حينما لم يجد ذلك في وطنه، وهاهو شهيد آخر ينضاف إلى لائحة مكلومي ومقهوري هذا الوطن، وهو عماد العتابي، الذي قتل لأنه يريد لوطنه وللريف مستشفى وكرامة ورفع العسكرة. الأوفياء يرحلون، والخونة يمتصون دماء ما تبقى من أبناء هذا الوطن. وفي المقابل شعب تافه جاهل، يفرح ويهلل ويرقص لا يلتفت لما يعانيه، يسكت عن الجوع والفقر والتهميش وهاهو يسكت أيضا للقتل والتدمير. أيها القارئ ضع الهاتف جانبا واحسب معي كم من مهمش فقدناه فوق هذه الأرض.. أحسب وستجد أن أصابعك لا تكفي لعدّهم.. نم فما فاز إلا النوام. فلترقد أرواح شهداء الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية في أمان، و عزاؤنا في ما تبقى في إنتظار مصير مجهول.