انطلقت، اليوم الإثنين بوجدة، فعاليات النسخة الأولى من الملتقى التواصلي القاري "إفريقيا .. لتقاسم التراث المشترك "، الذي تنظمه جامعة محمد الأول تحت شعار "تدبير الميراث المغربي الإفريقي المشترك.. مفاهيم واستراتيجيات ". وأبرز المشاركون في الجلسة الافتتاحية للملتقى، الذي ستتواصل أشغاله إلى غاية 24 ماي الجاري، أن اختيار "الميراث المغربي الإفريقي المشترك" شعارا لهذه التظاهرة الثقافية ، هو تكريس لخيار التعاون المشترك مع الأشقاء الأفارقة ، وسعي لتقوية العلاقات التي تجمع المغرب بمحيطه ، وهو ما توج مؤخرا بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي. وسجلوا أن هذا الملتقى يمثل مناسبة للبحث في طرق تدبير الميراث الثقافي المشترك، واقتراح سبل متقدمة تمكن من تجاوز كل الإكراهات ، وصياغة خطط عمل يستفيد منها الجميع، بغض النظر عن الانتماءات القطرية. كما تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية العلاقات الثقافية المتجذرة التي تربط المغرب ببلدان القارة الإفريقية، ما يستدعي بذل كافة الجهود الممكنة للحفاظ على هذه العلاقات بل وتطويرها، وإبراز وتثمين الميراث الثقافي المشترك ، واستثماره في تحقيق التنمية المستدامة . ويروم الملتقى ،بحسب المنظمين، ربط المغرب بإفريقيا ، وذلك من خلال تجديد أشكال التعاون، وتجاوز الطرق التقليدية في التواصل ، وتشجيع آليات "الدبلوماسية الثقافية"، كأحد مناهج الدبلوماسية الجديدة . كما يتوخى الملتقى جعل التراث أحد عناصر جذب الاستثمارات، وتنمية السياحة عبر إعداد مجالات الاستثمار التراثي، وإحداث المشاريع التي تعنى بالتراث وتطوير وسائل وأنماط الإنتاج المحلية، وجعل الأنشطة المحدثة تحترم الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للساكنة، والاستغلال المعقلن للوسط من منظور الاستدامة للموارد والثروات. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية، وفق المنظمين، في سياق مواكبة التوجه الاستراتيجي نحو إفريقيا ، الذي رسمته السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما يفرض على المؤسسات المشرفة على تدبير الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والثقافي المختلفة ، الانفتاح على الدول الإفريقية والنهوض بمستويات التنمية بأبعادها المختلفة في كافة الدول الصديقة . وتتطلع جامعة محمد الأول إلى جعل هذا الملتقى تقليدا سنويا يأخذ بعين الاعتبار ما تجود به قرائح الباحثين والمبدعين والحرفيين والصناع على مستوى التراث المادي واللامادي في القارة الإفريقية. ويتضمن برنامج هذا الملتقى أنشطة متنوعة منها مداخلات حول " التواصل الثقافي المغربي الإفريقي من خلال الاقتراض اللغوي " و" تعدد المتاحف بتعدد الثقافات " و" المصطلح النقدي الأمازيغي .. المنجز والتحديات " و" المعمار الكلونيالي بالريف الشرقي ". كما يتضمن البرنامج معارض تشمل بالخصوص الأزياء التقليدية الإفريقية، واللوحات التشكيلية، ومنشورات كلية الآداب والعلوم والإنسانية، والرابطة المحمدية للعلماء، فضلا عن ورشة للشعر الزجلي. وقد تم تأثيث فضاء الملتقى بأروقة خاصة ببعض البلدان المشاركة منها غينيا كوناكري، وغينيا بيساو، وتشاد، والنيجر ،وأنغولا، بالإضافة إلى رواق جهة الشرق.