توجد صيغة البلازما في الطبيعة، سواءاً في الشمس أو البرق، واستطاعت الدراسات والأبحاث اكتشاف استخدامات مهمة لهذا الشكل من المادة في عدة مجالات، إذ دخلت البلازما في الصناعات الإلكترونية، مثلما هو الحال في صناعة ما تعرف بشاشات البلازما التلفزيونية. كما أظهرت نجاحاً في بعض المعالجات الطبية، إذ أثبتت التجارب والأبحاث فعالية البلازما الباردة في معالجة الحروق الكبيرة والندبات والأسنان، إضافة إلى إمكانية القضاء على الخلايا السرطانية دون ألم، فضلاً عن عدم تسجيل آثار جانبية ضارة. ونجحت التجارب والأبحاث التي أجراها بعض العلماء وأطباء الأمراض الجلدية لعدة سنوات في تحقيق تحسن ملحوظ لدى المصابين الذين خضعوا للعلاج بقلم البلازما بنسبة 80 في المائة، كحال السيدة هيلغا دينهارد، التي عانت لسنوات من جرح في ساقها اليمنى لم يتجاوب مع أي علاج على المدى الطويل. وبعد خضوعها للعلاج بالبلازما، التي تقتل الجراثيم وتسهم في شفاء الجرح، وبالمتابعة مع المراهم والضمادات، التأم الجرح أخيراً دون ألم. العلاج بالبلازما يوضح البروفسور كلاوس ديتر فلتمان، الفيزيائي في معهد لايبنتز لأبحاث البلازما والتكنولوجيا في غرايسفالت بألمانيا، لبرنامج (صحتك بين يديك) على شاشة DW عربية أن المادة المسؤولة عن الشفاء بقلم البلازما هي البلازما المبردة إلى درجة 30 درجة مئوية. ولإنتاجها، تستخدم كمية أقل من الطاقة التي قد تنتج درجة حرارة بين 20 إلى 30 درجة مئوية وبهذ الدرجة تكون صالحة للاستخدام على البشرة. ويذكر الأطباء أن لمتابعة العلاج والوصول إلى النتائج المرجوة، يجب على المرضى التحلي بالصبر لأن هذه الطريقة قد تحتاج لأكثر من سنة لضمان العلاج التام والدائم. كحالة مريض آخر عجز أمامها الأطباء تقريباً ولم يتمكنوا من معالجة جرح عملية جراحية في ساقه. غير أن الساق قد أُنقذت بعد علاجه بالبلازما لمدة استمرت سنة ونصف السنة. كما استخدمت هذه الطريقة الجديدة لمعالجة أورام الوجه كبديل عن الطرق التقليدية كالعلاج الكيميائي أوالإشعاعي، التي تنهك جسد المريض، حيث لا يطبق العلاج على المريض مباشرة، بل تؤخذ أنسجة سرطانية من المنطقة المصابة، كالأنف مثلاً. وتقطع البلازما إمدادات الطاقة عن الخلايا السرطانية، ما يؤدي إلى القضاء عليها دون إحداث ضرر بالخلايا السليمة المجاورة. وستتابع الأبحاث والتجارب لمعرفة إمكانية تطبيق هذا النوع من العلاج على الجسم. يشار إلى أن العلماء اختبروا تأثير البلازما على الجراثيم الخطيرة وتمكنوا من إثبات قدرتها على قتل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التقليدية. كما لم تسجل أي أعراض جانبية لهذه الطريقة العلاجية الجديدة حتى الآن.