كعادتها كل سنة في الفترة التي تسبق شهر رمضان الفضيل، عادت الأسعار لتحلق عاليا في جل أسواق المملكة مكذبة الأسطوانة المشروخة التي ظلت ترددها الحكومة حول تشديد المراقبة على المضاربين والمحتكرين. فجولة بسيطة فقط في الأسواق الشعبية والمساحات التجارية الكبرى تظهر بالملموس هذا الغلاء الذي بدأ يعصف بأسعار الخضر والفواكه وكل ما يتعلق بالاستعدادات للشهر الفضيل، رغم وفرة العرض الناجمة عن موسم فلاحي ممتاز بشهادة وزير الفلاحة والفلاحين أنفسهم. المشكلة الحقيقية التي لا تخفى على أحد تتمثل في "الشناقة"، أولائك المضاربين الذي يشترون المحاصيل من الفلاحين وصغار الموزعين بأثمنة بخسة ثم يكدسونها في مستودعاتهم استعدادا للتحكم في القوت اليومي لملايين المغاربة ، في غياب أي رقابة من الجهات الحكومية الوصية والتي تكتفي بالتفرج والقيام ببعض الجولات "التلفزيونية" للمراقبة.