إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، مرشحان يختلفان على كل المواضيع تقريبا، فالأول مرشح مستقل ومؤيد للمشروع الأوروبي، والثانية مرشحة يمينية متطرفة مناهضة لأوروبا واليورو والهجرة، ويتواجهان مساء الأربعاء في مناظرة تلفزيونية حاسمة قبل أربعة أيام من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. ويسعى الاثنان لاستمالة المترددين والراغبين بالامتناع عن التصويت، للفوز بانتخابات الأحد المقبل. ومن المتوقع أن تكون المناظرة، المقررة في الساعة 19:00 ت غ، شرسة أمام ملايين المشاهدين. وسيكون النقاش حاميا بينهما حول دور فرنسا في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، وأيضا حول سوق العمل والأمن والتربية. والبرنامجان متعارضان تماما: ويبدو أن خطاب ماكرون الليبرالي بالمعنى الاقتصادي والاجتماعي يلقى تأييدا لدى شبان المدن والطبقات الوسطى وأوساط الأعمال. أما برنامج مارين لوبان فيركز على مناهضة الهجرة والمشروع الأوروبي ويلقى تأييدا في الأوساط الشعبية وسكان الأرياف. من جانبه، قال ماكرون الثلاثاء استعدادا لهذه المناظرة مع لوبان "إنها تحمل مشروعا اعتبره خطيرا (...) أريد أن تكون المواجهة مركزة على ما تتضمنه بالفعل أفكارها للتأكيد أن الحلول التي تقدمها سيئة". ويؤكد المحيطون بماكرون أنه سيسعى بمواجهة الحجج "المبسطة" للجبهة الوطنية، إلى "التركيز على غموض برنامجها، فهي تراجعت عن دعوتها للانسحاب من اليورو "ولم تعد تضع هذه النقطة في سلم أولوياتها"، مع العلم أن غالبية الفرنسيين يرفضون التخلي عن العملة الموحدة اليورو. أما لوبان فهاجمت الثلاثاء عبر تويتر منافسها الذي وصفته بأنه "خصم الشعب" ووارث الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند. وقالت ساخرة "في حال شعر ماكرون بالانزعاج خلال المناظرة بإمكانه الطلب من فرانسوا هولاند أن يتقدم لمساعدته!". وكان نحو 18 مليون شخص حضروا عام 2012 المناظرة بين فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي. إلا أن هذه النسبة قد تنخفض هذه المرة بسبب تزامن المناظرة مع مباراة حاسمة في كرة القدم بين فريقي موناكو ويوفنتوس في ذهاب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال اوروبا.