فجر فيلم "زواج الوقت" من إخراج ليلي المراكشي وإنتاج المخرج المغربي نبيل عيوش والذي عرض يوم الأحد الماضي على القناة الثانية المغربية، انتقادات واسعة على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك. كما ذكرت صفحة قصص إنسانية على الفيسبوك أن الفيلم حقق مليوني مشاهدة خلال ليلة الإثنين الماضي. انتقادات حول ضرب الفيلم للقيم والعادات المغربية خلف الفيلم موجة من السخط والغضب على موقع التواصل الإجتماعي، ووصفه أغلب المنتقدين بأنه يهدد قيم وعادات الأسرة المغربية المحافظة ويستهدف الأمن الروحي للمجتمع. وفي هذا السياق عبرت الفنانة المغربية فاطمة وشاي في تدوينة لها على حسابها الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك عن "استنكارها الشديد لما بثته “دوزيم” من مضامين ومشاهد يندى لها الجبين، حيث اعتبرت ذلك دعوة لممارسة البغاء والفساد باسم التفتح والحرية، وضرب صريح لقيم الدين الإسلامي، و"استهداف صهيوني" يهدف إلى تدمير عقول الشباب". وفي ذات السياق، عبرالشيخ السلفي، حماد القباج، في تدوينة له على صفحته على فيسبوك عن استيائه ورفضه للفيلم:"قصد من يحرك القناة الثانية هو توسيع دائرة التطبيع مع الفاحشة في المجتمع المغربي وداخل الأسرة المغربية؛ والإجهاز على القليل المتبقي من سلوكيات الحشمة داخل الأسرة والمجتمع.. وهذه جناية في حق الشباب وإرهاب خطير يستهدف الأمن الروحي للمجتمع، ويحول الشباب إلى قنابل موقوتة قابلة لتفجيرات مدمرة تخرب أخلاقهم ومستقبلهم وأسرهم ومجتمعهم.." على حد تعبيره. "زواج الوقت".. انعكاس لواقع المجتمع من جهة أخرى، أشادت مجموعة من الشباب من رواد موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك بما قدمه الفيلم الوثائقي واعتبروه انعكاساً لواقعهم الحقيقي، كما جاء في تدوينة لأحد الشباب الذي ناقش بالأمس الحرية الجنسية على القناة الثانية "دوزيام والواقع" .."هذا الأمر أثار ضجة بالعالم الأزرق كما العادة. من منظوري الخاص يجب إثارة مثل هذه المواضيع على قنواتنا - الحرية الجنسية، المخدرات، الشذوذ الجنسي، الخواء العاطفي.، الإنتحار ووو- الإشكال هو في قضية التعاطي مع مثل هذه الظواهر التي نتستر عليها لكننا نتعايش معها في واقعنا الحالي.."، كما جاء في التدوينة. شاب مغربي آخر عبر عن غضبه الشديد على موجة الغضب والاستنكار، واعتبر ذلك "نفاق مجتمعي" في التدوينة التالية:" ضجة وضجيج حول ما ثم بثه بالقناة الثانية 2m .... ؟؟؟؟ هل ما قيل مناقض للواقع ... هل واقعنا حشومي الى هده الدرجة .... يا حبيبي يا حبيبتي تريدين أن تتأكدي أنظري الى ما يقال في دردشاتكم مع أصدقائكم وصديقاتكم ... أنا في نظري ما يفعل في السر بثثه تلك القناة في العلن ... لا غير. بالمقابل أشاد الكاتب المغربي سعيد لكحل بالفيلم من خلال تدوينة له على حسابه الشخصي قائلاً:"القناة الثانية قدمت برنامجاً جد مهم عن علاقة الحب والعلاقات الرضائية التي يمارسها الشباب وشرائح كثيرة من المواطنات والمواطنين، مجتمع علماني وقوانين طالبانية". وأردف لكحل تدوينته قائلا: "أشجع الفتيات على جرأتهن وكشفهن للممارسات التي يمارسها الكثيرون في السر ويناهضونها في العلن. القوانين لا تجاري تغير المجتمع ولا تنفتح على حركيته. متى تصير قوانيننا تساير مجتمعنا"؟. انفصام بين المعيش والمقول بالمجتمع ولفهم أسباب هذا الانقسام بين آراء المغاربة حول الفيلم الوثائقي "زواج الوقت" يقول الكاتب في علم الاجتماع والفلسفة أحمد عصيد في حوار له معDWعربية أن المجتمع لم يتربى على مناقشة ما يعيشه يوميا ويتكلم على أشياء بعيدة عن واقعه وبالتالي يتظاهر بالمحافظة بينما هو في العمق يعيش ثقافة وتقاليد تحررية موجودة في أصالته:" عندما يلتقي الناس في عرس مغربي يرقص الجميع رجال ونساء مختلطين على أنغام موسيقى شعبية وكلمات أغاني جنسية في كثير من الأحيان". ويعتبر الكاتب المغرب أن كل من يصرح بأنه ضد العلاقات الجنسية خارج الزواج هو "منافق" لأنه في العمق يتمنى ذلك بل يمارسه عند أيه فرصة تسمح له والدليل على ذلك أن التيارات المحافظة الأكثر تشددا يقيمون علاقات جنسية خارج إطار الزواج كما هو الحال بين الطلبة من السلفيين والإسلاميين ويستعملون نوعا من النفاق". ورجح عصيد السبب الرئيسي في استمرار رفض تعديل القانون الذي يجرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج بالمغرب، والذي وصفه ب" القانون المتخلف" أن السلطة تريد التحكم وضبط المجتمع باستعماله، بالرغم من أنها تعرف جيدا أن المجتمع المغربي عاش تحولات كثيرة في منظومة القيم لكنها لا تريد الاعتراف بتلك التحولات وتريد ضبط المجتمع بالطريقة القديمة.