لاشك أن معظم رواد مواقع التواصل الإجتماعي قد صرخوا البارحة واليوم ضد ما أسموه فضيحة القناة الثانية، هذه الأخيرة أظهرت تغيراً ملحوظاً في برامجها واستاطعت رغم كل الإنتقالات من السيطرة على السوق بقبضة من حديد، إشهارات كثيرة لا تتوقف، شركات عملاقة ترى فيها الحل الوحيد لنشر منتوجاتها وإدخاله إلى كل البيوت. ذات يوم صرخت الجمعيات الحقوقية وصرخ معها الشعب كعادته لأن القناة شجعت العنف ضد المرأة من خلال فقرة من فقرات برنامج صباحيات دوزيم، صرخ الشعب لأيام قليلة ونام..ولازلت أيضاً أتذكر صرخاته المتتالية ضد أفلام يقول إنها تمس دينه وقيمه النبيلة، البارحة أيضاً كان شعبنا العزيز مع مرحلة جديدة من مراحل الصرع والصراخ بعد أن شاهد حلقة جديدة لبرنامج قصص إنسانية، صرخ الشعب وفيه من صرخ فقط لأن منتجه ومخرجه نبيل عيوش الذي يحمل في نظرهم ذكريات سيئة في السينما المغربية من خلال فيلمه"MUCH LOVED". تحكي الحلقة قصص مجموعة من الأشخاص ونظرتهم للحب والجنس والزواج، عمل نبيل على إظهار هذا الثلاثي من زوايا مختلفة.. سواء الحداثية او المحافظة أو التي تجمع بينهما معا وتأخد منهما الجميل وتترك السيء، وفي الشريط أيضا مجموعة من الأشخاص يجلسون في مكان عمومي ويناقشون هذه الآراء..أغلبها تنتصر للحرية في كل شيء كما قال أحدهم في برنامج حق الرد ذات يوم. إنتقل النقاش مباشرة بعد انتهاء الفيلم الوثائقي من التلفزيون إلى مواقع التواصل الإجتماعي التي يلجأ إليها الشعب لإفراغ صرخاته الضعيفة، حقا هي ضعيفة مادامت لا تستطيع الخروج إلى الواقع وبناء واقع أفضل من ذلك الواقع الذي يرونه في القناة الثانية، تدوينات كثيرة وتعاليق لم تتوقف إلى حد الآن، هناك من تنتصر للقناة على هذه الجرأة الكبيرة وهناك من يعلق بجملته الشهيرة " اللهم ان هذا لمنكر " وهو يشرب البيرة وهناك طرف ثالث يريد التغيير ويدافع عن قيمه وأخلاقه داخل وخارج العالم الافتراضي. وبين هذا وذاك طرف يرى أن العائق الوحيد الذي يواجهه الشاب المغربي هو عائق " البرتوش" ، مكان خلوة يمارس فيه رغباته الحيوانية بعيداً عن أنظار الجميع، يريد احتضان الحياة وأخدها عبر متاهات العشق ونسيان كل المشاكل التي قد تعكر مزاجه وهو في عالم لا يشبه عالمنا، الصائب والسليم أننا في حاجة إلى شعب يقدر العلاقة الحميمية التي تجمع بين شخصين، يعرف قيمة الحب، لا يستغل العلاقات الثنائية لأغراض جنسية، يحدث أن نرى من يستغل عشق إحداهن له للوصول إلى هدفه الرسمي.. يحدث أن تكون أيها القارئ المثقف بين أناس يلخصون حياتهم كلها في الجنس والأكل وتقديس ما لا يستحق التقديس.. خد بيدهم قليلا وعلمهم أن الحب أجمل شيء منحه الرب للإنسان، أخبرهم أن الوعي يسبق كل شيء في الحياة... أخبرهم.