لا شك أن منسوب البلبلة حول صحة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد ارتفع لدى الرأي العام الجزائري بشكل قلّ نظيره منذ تأجيل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ال20 من فبراير الماضي، وإعلان الحكومة أن تأجيل الزيارة جاء بسبب وعكة صحية أصيب بها الرئيس. وعلى الرغم من طمأنة رئيس الوزراء عبد المالك سلال الجزائريين إلى أن الرئيس ب"صحة جيدة"، بعد سؤال له على هامش زيارة قام بها إلى تونس لحضور أعمال اللجنة المختلطة الجزائرية - التونسية ،فإن عدم ظهور بوتفليقة بعدها زاد في حجم التساؤلات وكثرة القيل والقال، خاصة بعد عدم استقباله لوزير خارجية إسبانيا ووزير داخلية فرنسا اللذين زارا الجزائر، ناهيك عن عدم ظهوره أيضاً بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة، بالإضافة إلى تأجيل زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني التي كانت مبرمجة في وقت سابق. ضبابية الموضوع ،والتخبط الجلي في طريقة مُعالجته سواءٌ من لدن الصحافة المحلية أو من جانب مسؤولين من وزراء ورجال سياسة، هو الذي دفع بالكاتب الجزائري سعد بوعقبة في مقال له تحت عنوان "البلبلة المقصودة!" ، إلى التساءل: "لماذا لا يكون لنا، مثل خلق الله، ناطق رسمي باسم الرئاسة، يتحدث للناس عن هذه المسائل الحيوية"؛ ليُضيف بمرارة "التوانسة ما كانوا ليسألوا الوزير الأول عن صحة الرئيس لو كان الإعلام الرئاسي والحكومي قام بدوره على المستوى الوطني".