رب سائل يسأل فيقول مع كل ما يملكه الانسان من امكانيات مادية و معنوية جعلت كل شيء مسخر أمامه فيحقق له جل احلامه و يقوي من ارادته في هذا الكون الفسيح ، ومع كل ما قدمته السماء للإنسان من اجل تسير امور حياته بالشكل المطلوب فيجعله اكثر قرباً منها و بالتالي الدخول في اعظم منازلها العظيمة و جنان رياضها الخلابة فهل يا ترى كان الانسان اهلاً لكل تلك الكرامات التي سخرتها له القدرة الالهية أم أنه دوَّنَ صحائف سني عمره بسواد قبائح اعماله و خزي فعاله التي ضجت منها السماوات و الارضون فكان حقاً من مصائب الدهر التي حلت على الارض لما رأته من فساد ظهر ليس فقط عليها بل كان البحر من ضحايا هذا الفساد الانساني ؟ ثم هل كان الانسان اهلاً لشكر نعم الاله الواحد الاحد أم اظهر كل ما يجلب له لعنات الاله ( سبحانه و تعالى ) بما اقترف من كبائر و ذنوب جعلته أهلاً للسخط و اللعنة ؟ فالواقع هو مَنْ يُجيب على كل تلك الاسئلة و الاستفهامات ، وهذا ما نرى تجلياته واضحة المعالم في ما يسمى بداعش فكان بحق الانموذج الامثل في تجسيد مبادئ التجسيم و قيم التشبيه للذات الالهية المقدسة بما لديهم من افكار و عقائد و رؤى لا تمت لديننا الحنيف بأي صلة رغم الدعاوى التي يطلقونها علناً بأنهم اهل توحيد و دين جديد فعجباً والله و كأنهم هم حملة رسالة الاسلام الذي بعث من جديد على ايدي هذا التنظيم الذي يترك الظالم يصول و يجول و يتفرعن على العزل و الابرياء ولا يحرك ساكناً ، فهذا الكيان الصهيوني يقتل اهلنا في فلسطين وغيرها من بلداننا الاشقاء بدم بارد والتنظيم يغض الطرف عن تلك الجرائم الارهابية ، ثم أين داعش مما يجري في بورما على ايدي دعاة الوثنية و الطغمة السياسية الفاسدة في ذلك البلد وهم يفتكون بالمسلمين أشد فتكاً و اعظم تقتيلا ؟ أما فكر و عقائد و توحيد هذا التنظيم فلو تصفحنا اروقته لوجدناها تعج بمختلف أشكال التجسيم و التشبيه لله تعالى فهم يقتلون العلماء و يكفرونهم بحجة أنهم جهمية و افكارهم فاسدة لأنهم اهل تأويل و تنزيه و تقديس للذات الالهية المقدسة فلا تأويل ولا مجاز او استعمال مجازي في الفكر الداعشي المتحجر ، و الطامة الكبرى أنهم قد كفروا علوم الفلك وقلبوا الموازين المعتمدة عند كبار علماء الفلك في الماضي و الحاضر فالثابت علمياً ان الارض كروية وهذا ما اثبتته الثورة المعلوماتية الفضائية و الفلكية ومنذ آلاف السنين فحقاً شر البلية ما يُضحك فداعش يقولون أن الارض مسطحة وهو الثابت بفكرهم و نظرياتهم فأي فكر هذا و أي توحيد تجسيمي خرافي هذا الذي ينادي بهد اعش ؟ وهذا ما كشفه المرجع الصرخي الحسني في محاضراته (17) من بحث وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري في 11/2/2017 تعيباً على اعتقاد الدواعش التيمية و أئمتهم بعدم كروية الارض و تكفير مَنْ يقول خلاف ذلك حيث قال الصرخي (يقتلون و يذبحون الناس عن عقيدة عندهم عقيدة فاسدة و يعتقدون أن المقابل كافر على أساس هذه القاعدة ، يعتقدون بأنفسهم بأنهم اهل توحيد و باقي الناس هم اهل الشرك و الوثنية و السحر فيقتلون الناس على هذا الاساس ، هذا مثل واضح بسيط يؤسس ليقينية جهل هؤلاء و عبادتهم للاشخاص و استكبارهم إلى حد الفضيحة و الخزي من اجل عدم تخطئة أئمتهم ممَنْ حارب التأويل و كفر أهل التنزيه و التقديس و سفك دماءهم و انتهاك اعراضهم و سلب اموالهم ))