لعل المواطن المغربي قد لاحظ تلك الهوة بين المؤسسة الملكية و الحكومة و إن كانت هذه الأخيرة لازلت موقوفة التنفيذ.فبالرجوع للإنتصار التاريخي الذي حققته المؤسسة الملكية بأديس ابابا و رجوع المغرب إلى الإتحاد الإفريقي و ما خلفه من ردود أفعال على الساحة الدولية ينمي عن مجهودات جبارة تقوم بها المؤسسة الملكية و فريق الأحلام التي تتكون منه ، هذا ليس وليد اللحظة حيث أن المتتبع للشأن السياسي يعرف ما قام به الملك من جولات أفريقية متعددة و إنسلاخ عن البرتكول الملكي في العديد من الأحيان ما كان له الإسهام في تحقيق المراد غير أن هذه الخطوات الناجحة الدالة عن وجود رجالات ظل أكفاء و عارفين بخبايا التسيير السياسي لا تنعكس على الوضع الداخلي للبلاد حيث نلاحظ إستمرار تغريد المؤسسة الملكية خارج السرب و تدشيين العديد من المشاريع في حين أن رئيس الحكومة المعاد إنتخابه لازال يعيد جملته الشهيرة( و الله ما فراسي..) فبعد مرور ما يقارب أربعة أشهر بدون حكومة و إستمرار مسلسل تبادل الإتهامات ، المزايدات ، التنكيلات و الإدعاءات الوطنية التي لا تعدو أن تكون مجرد عبارات مهيجة للرأي العام فإن آخر ما أعلن عنه هو أن نجل رئيس الحكومة قد عين كأستاذ زائر من طرف أحد كوادر الحزب الذي يشرف على الشعبة في إحدى الكليات و ما كان جواب رئيس الحكومة إلا أن حافظ على سنته حين إستفسره أحد الصحفيين ليجيب أن الأمر "ما فراسوش.." و من هنا يتضح ذلك الشرخ بين المؤسسة الملكية العملية و الواقعية و حكومة الشعارات في ظل دستور منح لهذه الأخيرة صلاحيات على حساب السلطة الملكية لربما أصبح المواطن يطالب بسحبها و إرجاعها لتكون من إختصاصات الملك. مبروك للمغرب عودته للإتحاد الإفريقي و آجره الله في حكومة همها الملاسنات و التهريجات و هوايتها رفع الأسعار.