كشفت وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA عن 12 مليون وثيقة تهم نشاط عملائها في العالم، ومنها عشرات الآلاف من الوثائق حول العالم العربي وتشمل المغرب ونزاع الصحراء، ولكن لم تكشف عن أي وثيقة تتعلق باغتيال الزعيم اليساري المغربي المهدي بن بركة. و حسب صحيفة "القدس العربي"، فانه في إطار التقليد الذي أرسته، منذ سنوات، تقوم وكالة الاستخبارات الأمريكية بالكشف عن وثائق وهي عبارة عن تقارير تتراوح بين الإخباري المحض وبين التحليل وتقييم أوضاع سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية معينة للدول والحركات أو التجمعات. ويجري هذا بعد التشطيب على المعلومات الحساسة مثل أسماء بعض العملاء أو معلومات مازالت مهمة للأمن القومي الأمريكي. وكشفت الاستخبارات الأسبوع الماضي عن 12 مليون وثيقة، تعتبر مرجعاً هاماً للباحثين في التاريخ والعلاقات الدولية لفهم بعض آليات اشتغال «سي آي إيه» وكذلك رؤيتها للعالم وكيفية مساهمتها في صناعة القرار الأمريكي. وهذه الوثائق تتضمن رصداً للمعلومات وكذلك تقييمها وتقديمها الى صناع القرار في مختلف الإدارات الأمريكية مثل البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون. وفي حالة المغرب، توجد آلاف الوثائق حول الأوضاع العامة وتتضمن: -الأوضاع السياسية للمغرب ومنها حقبة الستينات والسبعينات حيث كانت البلاد تشهد تطورات قوية من حركات يسارية وانقلابات للجيش ومواجهة الملك الراحل الحسن الثاني للأحزاب السياسية. -وثائق خاصة حول نزاع الصحراء وتتضمن تقارير عن الحرب والمسيرة الخضراء والنزاع في محطيه الإقليمي مثل التوتر مع إسبانيا والجزائر. - وثائق تتعلق بالسياسة الخارجية للمغرب وكذلك كيف يأتي ذكره في وثائق المخابرات الأمريكية التي تم إنجازها في عواصم دول مثل الجزائر وفرنسا ومدريد وموريتانيا وتهم علاقات المغرب بهذه الدول. لكن يبقى المثير في هذه الوثائق هو عدم تقديم أي تقرير عن عملية اغتيال زعيم اليسار المغربي في الاستقلال والستينات المهدي بن بركة الذي اختطف في باريس خلال تشرين الثاني / نوفمبر 1965، ويستمر اغتياله من ألغاز العلاقات الدولية حتى الآن. ورغم توفرها على ملف ضخم حوله، تستمر مختلف أجهزة الاستخبارات الأمريكية في فرض جدار من الصمت حول عملية اغتيال المهدي بن بركة. وأخذاً بعين الاعتبار طريقة وآليات كشف سي آي إيه عن تقاريرها. أي لا تمس الأمن القومي ولا تمس شخصيات مازالت على قيد الحياة أو أبناءهم، فهذا يعني أن اغتيال المهدي بن بركة يستمر ملفاً حساساً للأمن القومي الأمريكي بما فيه وجود شخصيات مازالت على قيد الحياة معنية بملفه. ويرتقب الكشف عن ملف اغتيال المهدي بن بركة بعد الخمسينات، أي في ظرف ثلاثين سنة على الأقل. ومن ضمن الآليات المعتمدة في الملفات الحساسة هو الكشف عنها بعد مرور مائة سنة على الأقل، أي أن ملف المهدي بن بركة يدخل ضمن الملفات الحساسة مثل اغتيال جون كينيدي، هذا الأخير سيتم الكشف عن كل الوثائق حوله سنة 2063.