ستكون النروج الأربعاء أول بلد في العالم يبدأ بالتخلي عن البث الإذاعي على موجة "إف إم" ليحل محله البث الرقمي، في إجراء ستتبعه دول أوروبية أخرى. ويقول مروجو عملية الانتقال هذه أن البث الإذاعي الرقمي الأرضي يحسن نوعية الصوت، ويتيح زيادة عدد المحطات ويغنيها، مع كلفة بث أقل بثماني مرات من البث على موجات "إف إم" الذي انطلق في العام 1945 في الولاياتالمتحدة. ويتيح نظام البث الرقمي تغطية أفضل وإعادة الاستماع إلى برنامج ما سبق بثه، ويسهل إرسال الانذارات في حال وقوع كوارث طبيعية أو حالات طارئة، وفقاً للسلطات النروجية. قرار أحمق تعتمد 22 محطة البث الرقمي وتبقى هناك إمكانية لبث عشرين محطة أخرى، في الوقت الذي لا يتسع فيه النظام القديم سوى لبث خمس محطات، ومع ذلك يرى كثيرون أن هذا الانتقال لم تنضج ظروفه بعد، وأظهر استطلاع نشر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن 66 % من النروجيين يعارضون إلغاء البث على موجات "إف إم" مقابل 17 % يؤيدونه. يستند قرار الانتقال إلى البث الرقمي على نقاط قوة منها أن 74 % من السكان مزودون بأجهزة تتيح لهم التقاطه، غير أن المشكلة الأكبر سيعاني منها السائقون، إذ أن ثلث السيارات فقط مزود بأجهزة لالتقاط البث الرقمي. ومن الممكن معالجة هذه المشكلة بشراء جهاز خاص يراوح سعره بين ألف كورون وألفين (110 إلى 220 يورو)، أو إبدال جهاز الراديو القديم براديو رقمي جديد، وهذا السعر بالنسبة للبعض مرتفع، وبذلك سيكون البث الرقمي أقل كلفة على المؤسسات الإذاعية، لكنه سيكون أكبر كلفة على المستمعين، على حد قول بعض السكان. ستحذو دول أوروبية عدة حذو النروج، من سويسرا والدنمارك إلى بريطانيا. وفي فرنسا، بدأت محطات إذاعية بالبث الرقمي إضافة إلى البث العادي، لكن مؤسسات إذاعية كبرى مملوكة للقطاع الخاص وكذلك "راديو فرانس" رفضت الانخراط في هذا المسار معتبرة أن البث الرقمي مكلف جدا ويمكن إبداله بالبث عبر الإنترنت. أما في ألمانيا، فقد حدد موعد الكف عن البث على موجات "إف إم" في العام 2015، لكن مجلس النواب الغى هذا القرار في أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2011.