يبدو أن موت "شهيد السمك" محسن فكري قبل شهرين، قد أماط اللثام عن مجموعة من الحقائق التي ظلت مغيبة و التي بفضلها امتلأت أرصدة مسؤولين كبار في وزارة الفلاحة و الصيد البحري بملايين الدرهم، ضمن مافيا وطنية منظمة. و كشفت التحقيقات حول الخروقات التي تشوب ميناء الحسيمة عن تورط أرباب مراكب ومسؤولين كبار في وزارة الفلاحة والصيد البحري في التواطؤ مع مافيات وطنية لتهريب السمك من الموانئ. و وفق يومية المساء، فقد وقفت لجنة مختلطة على وجود مافيا منظمة تُزوِّر تواريخ دخول وخروج الشاحنات، بالإضافة إلى تزوير الكميات الحقيقية المصطادة عبر بيع حصة من الأسماك، لا سيما غالية الثمن، منها الأخطبوط و الروبيان و الحبار في السوق السوداء. وأكدت المعطيات التي حصلت عليها الجريدة أن أغرب ما توصلت إليه التحقيقات أن الشاحنات التي تقوم بنقل الأخطبوط، الذي يصطاد خلال الراحة البيولوجية، تدخل إلى ميناء الحسيمة بترخيص عادي وبطريقة قانونية، ثم تشحن الأسماك دون أن يحاسبها أحد، موضحة في الإطار نفسه أن أصحاب هاته الشاحنات الذين يشتغلون لحساب مافيات وطنية يدخلون إلى الميناء تحت ذريعة نقل الأسماك العادية ليتحول الأمر إلى نقل للأخطبوط.