دعا المشاركون في الدورة التاسعة للمنتدى الافريقي للبنيات التحتية الذي افتتح أشغاله اليوم الاثنين بمراكش، إلى بلورة مشاريع مستدامة في مجال البنيات التحتية بإفريقيا لتشجيع التنمية السوسيو-اقتصادية بالقارة في إطار مقاربة شمولية ومنسجمة. وأوضح وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك بالنيابة السيد محمد بوسعيد في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة السيد خالد الشرقاوي خلال المنتدى، المنظم على مدى يومين تحت شعار"إفريقيا في مواجهة تحديات البنيات التحتية"، أن هذا اللقاء يعد فرصة ملائمة لتعزيز التبادل بين مختلف البلدان الافريقية بخصوص نقل المعارف والاستراتيجيات المتبعة والتجارب الناجحة في قطاع البنيات التحتية المتعلقة بالنقل والميكانيزمات الملائمة لتنميتها بكيفية مستدامة. وأكد الوزير أن السلطات العمومية مدعوة الى تحسين البنيات التحتية لتعزيز تنافسية القارة الافريقية على مستوى السوق العالمي، خاصة عبر تشجيع الاستثمارات في مشاريع البنيات التحتية الكبرى، وضرورة إعادة النظر في نموذج تنمية تمويل هذه المشاريع عبر تحسين التقنيات والتكنولوجيات الملائمة. وأبرز السيد بوسعيد العلاقة الهامة والمتعددة الأوجه القائمة بين الاقتصاد والبنيات التحتية من أجل ضمان نمو مندمج وتنمية مستدامة بالقارة الافريقية. من جهته، دعا رئيس الفدرالية الوطنية للبناء والاشغال العمومية السيد ميلودي بنحمان، إلى تقوية تبادل التطبيقات لرفع التحديات المرتبطة بالبنيات التحتية بإفريقيا، مشيرا الى أهمية الاستثمار في هذا المجال للنهوض باقتصاد القارة الافريقية. من جانبه، أكد السفير المكلف بالمفاوضات متعددة الأطراف ب"كوب 22" السيد عزيز مكوار، أن إفريقيا جنوب الصحراء تعاني من نقص حاد في مجال البنيات التحتية، داعيا الى تعزيز الجهود لمواجهة هذا الخلل الذي يعيق دينامية تنمية القارة الافرقية . وعلاوة على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية التي تلعبها البنيات التحتية للنقل لفائدة تنافسية الاقتصادات الوطنية وجلب الاستثمارات الأجنبية، أوضحت تدخلات عدد من المشاركين أن المغرب وضع خلال السنوات الأخيرة عدة مخططات مديرية في أفق 2030-2035 والتي تم إنزالها في صيغة برامج للتطوير في مختلف الميادين تهم الطرق، والطرق السيارة، والسكك الحديدية، والموانئ والمطارات، والتي ترمي إلى الاندماج الإقليمي والإفريقي للمغرب، وتعزيز ارتباطه بالاقتصاد العالمي والإقليمي. وسيتناول المشاركون في هذا المنتدى، المنظم من قبل "إي كونفرونس"، تحت إشراف وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك، مواضيع تتعلق ب"البعد المستدام الذي يوجد في قلب الدينامية الجديدة لتطوير البنيات التحتية"،" والبنيات التحتية للنقل بإفريقيا..أي دور من أجل الاستدامة"،و"الهيئات التدبيرية أمام تحديات الأداء الجيد والفعالية العملية"،و"الآليات المبتكرة والأشكال الجديدة لتمويل البنيات التحتية للنقل". تجدر الإشارة إلى أن دورة 2016 للمنتدى الإفريقي للبنيات التحتية تعرف مشاركة وزراء أفارقة مكلفين بالبنيات التحتية والنقل، فضلا عن ممثلي الحكومات والفيدراليات الوطنية للأشغال العمومية، والمؤسسات الاقليمية والدولية، والجهات المانحة، وكذا الخبراء والمهنيين الوطنيين والأجانب. ويشكل هذا اللقاء فرصة لفتح النقاش حول الآليات والمقاربات المبتكرة الكفيلة بلعب دور محوري في تطوير بنية تحتية ترقى لمستوى تطلعات القارة، خاصة في ما يتعلق بالتخطيط والحكامة وأداء البنيات التحتية للنقل، فضلا عن تباحث آليات التمويل "البديلة" والشراكات بين القطاعين العام والخاص.