أكد وزير الصحة السيد الحسين الوردي، اليوم الأربعاء بمراكش، أن التغيرات المناخية ستتسبب في 250 ألف حالة وفاة مبكرة سنويا وتفشي الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية ما بين 2030 و2050. وأكد الوزير في كلمة ألقيت بالنيابة عنه خلال لقاء حول العلاقة بين الصحة والتغيرات المناخية، نظم بجناح المغرب بموقع باب إيغلي الذي يحتضن أشغال مؤتمر كوب 22 من 7 الى 18 نونبر الجاري، أن هذه الظاهرة الكونية تعتبر أحد العوامل التي تساهم بدورها في تفشي الأمراض المنقولة، وسوء التغذية والأمراض التنفسية والحساسية. وذكر الوزير أنه لمواجهة هذه الأخطار، اعتمدت منظمة الصحة العالمية سنة 2008 قرارا يتعلق الوقاية الصحية ضد المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية، وتضرر طبقة الأوزون، مؤكدا أن هذا القرار يحث البلدان على بلورة مخططات لتكييف قطاع الصحة مع التغيرات المناخية وتعزيز قدرة الأنظمة الصحية. وبعد أن نوه ب" الاهتمام الكبير" الذي أولاه اتفاق باريس حول المناخ للبعد الصحي في التغيرات الماخية ،سجل السيد الوردي أنه لم يتم رصد سوى أقل من 5, 1 في المائة من التمويل الدولي المخصص للتكيف مع التغيرات المناخية، للمشاريع المرتبطة بالصحة. وبهذه المناسبة دعا الوزير، المفاوضين بمؤتمر كوب 22 الى إيلاء عناية أكبر بإجراءات التكيف مع التغيرات المناخية عموما وتلك التي تروم تطوير مناعة قطاع الصحة، على وجه الخصوص. ومن جهته، أشار ممثل منظمة الصحة العالمية بالمغرب السيد إيف سوتيراند، الى أن ما مجموعه 5, 12 مليون شخص يتوفون كل سنة على المستوى العالمي لأسباب متعلقة بالبيئة. وقال " نعيش في الوقت الراهن وضعية جد مقلقة بالنسبة للعلاقة بين الصحة والتغيرات المناخية، مما يتطلب العمل بشكل سريع ومستعجل"، داعيا الى الرفع من مستوى نجاعة أنظمة الصحة من أجل مراقبة أفضل للأمراض وتمكين الجانب الصحي من الولوج الى التمويل ذات الصلة بالمناخ. وأوضح أنه لمعالجة هذه الوضعية، حددت منظمة الصحة العالمية بمعية الحكومتين المغربية والفرنسية، عدة أولويات يجب على البلدان الاعضاء في المنظمة التقيد بها لمواجهة أثر التغيرات المناخية على الصحة العمومية. تجدر الإشارة الى أن هذا اللقاء ، الذي نظم بمبادرة من وزارة الصحة في إطار الأنشطة الموازية لمؤتمر كوب 22، يروم تحسيس الفاعلين والشركاء الوطنيين حول الآثار الصحية للتغيرات المناخية، وتحديد الاجراءات الكفيلة بمواجهتها .