كان عشاق الفروسية من ساكنة مدينة الجديدة و زوارها على موعد ،مساء أمس الجمعة، مع عرض فني كوريغرافي مبهر جمع بين الابداع و الجمالية و الرشاقة ، بطله بدون منازع الفرس ،و موقعوه مجموعة من الفرق الاستعراضية المشاركة في فعاليات النسخة التاسعة لمعرض الفرس بالجديدة المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. فعلى مدى ساعة و نصف من الزمن، استمع الجمهور ،الذي غصت به جنبات الحلبة الرئيسية للقفز على الحواجز، التابعة لمركز المعارض محمد السادس ، بتلويات من العروض قدمتها فرق و فنانون مغاربة وأجانب ، و إن اختلفوا في لباسهم وصورهم الابداعية وموسيقهم ،فقد كان قاسمهم المشترك هو الاحتفال بالفرس معشوق الجماهير المغربية لما يمثله من رمزية و شهامة وعزة و عنفوان . و قد استهل العرض الفني بلوحة كوليغرافية ذات حمولة عاطفية ،قدمها المبدع المغربي الشهير صادق البهجاوي رفقة ابنه اسماعيل ذو الاربع سنوات و فرسه ،تحت عنوان " الى ابني" ، موضوعها ترسيخ حب الفرس من السلف الى الخلف من خلال تلقين ابنه ،في سن مبكرة ، فن ركوب الخيل ومساعدته على أن يكون مروضا ماهرا للجياد . عقب ذلك، استمتع الجمهور بلوحات فنية متنوعة قدمتها مجموعة الخيالة التابعة للقوات المسلحة الملكية المكونة من الذكور و الاناث ، و التي نجحت من خلال عرضها المتميز ، في نقل الجمهور الحاضر إلى العالم السحري للفرس، حيث قدمت لوحات فنية قام خلالها الفرسان و الفرسات بحركات كوريغرافية متناسقة ومتنوعة ما بين البسيطة التي تمشي الخيول خلالها خببا، ومنها ما يؤدى عدوا وتتسم بالصعوبة و تتطلب الكثير من الاحترافية . و بدوره قدم الفنان البريطاني كاري زوهر ، الذي يتنمي لاحدى المدارس البريطانية الدائعة الصيت في مجال الفروسية الاستعراضية رفقة مجموعه من الاحصنة عرضا متميزا جمع بين السرعة و السلاسة في ركوب الخيل و الترويض المحكم ، تخللته حركات بهلوانية مثيرة . من جهته ،بصم الفنان الفرنسي المقتدر كيوم اسير بيكار على عرض هزلي جميل ، مفعم بالرسائل الانسانية و القيم الاخلاقية و التي تناسلت من خلال التواصل البديع و التلقائي ،الذي نسجه بينه و بين كلبه المشاكس الوديع وحصانه الوفي المطيع . واستطاعت فرقة الخيالة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني أن تقدم لجمهور معرض الجديدة للفرس ، لوحات استعراضية رائعة ، بدت فيها الخيول مطواعة ومنقادة بين أيدي عناصر الفرقة، توحي من جانب بتمكن الفرسان، ومن جانب ثان بالإحالة على التدريب الرفيع الذي تخضع له الخيول المشاركة. وأتحفت فرقة (جهول) رفقة مجموعة( كوزاك بليت) الموسيقية الحضور بعرض شاعري ذو لمسة مسرحية - ملحمية ،مستلهم من روح الجيوش القواقازية ، رصدت من خلال مجموعة من الفرسان أجواء المعارك والألعاب النارية والبهلوانية وبعضا من تقنيات الفروسية التي اشتهرت بها منطقة القوقاز . كما تتبع جمهور المعرض لوحات في الألعاب الهوائية وعروض السرعة القصوى والمغامرة، من توقيع الاخوين الفرنسين سيرين و جيريمي غونزاليس ،وهما فنانان شابين يشقان طريقهما بثات نحو العالمية بحكم الاحترافية التي تميز عرضهما حيث يبدو الانسجام جليا مع فرسيهما وهما يمتطيان صهوتي حصانهما على نغمات رقصة (الفالس) الشهيرة . وفي الختام ، استهوى العرض، الذي قدمه طلبة مدرسة فنون الفروسية بمراكش ، الجمهور الحاضر لما تضمنه من لوحات مشوقة ، وجمع بين الاتقان في أداء الفرسان للحركات البهلوانية ،و الخفة عند القفز على صهوة الجياد . في غضون ذلك تتواصل في نهاية الاسبوع فعاليات الدورة التاسعة لمعرض الفرس بالجديدة بإجراء المراحل النهائية لجائزة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة ، التي تم ادراجها لاول مرة في برنامج هذة التظاهرة ،فضلا عن المباراة الدولية للقفز على الحواجز، من فئتي نجمة واحدة وثلاث نجمات، باعتبارها المحطة الثالثة من الدوري الملكي المغربي.