استقبل الملك محمد السادس ، السيد عبدلاله بن كيران وأسند له له مهمة تشكيل الحكومة ، واضعا بذلك حدا لكل اللغو و اللغط الذي انطلق منذ فترة عن كون العلاقة المتوترة بين القصر و عبدالاله بن كيران قد تكون عائقا أمام تجديد الملك لثقته فيه كرئيس حكومة لولاية ثانية ، لكن اتضح أن الملك أكثر تشبتا بالمنهجية الديمقراطية و أكثر إيمانا بكون المغرب حقق نقلة مهمة في سلم الديمقراطية ولا مجال للنكوص أو التراجع عن المكاسب التي تحققت خلال السنوات الأخيرة. لقد وضع الملك الكرة الآن في ملعب بن كيران ليس من أجل إيجاد التحالفات المناسبة في الوقت المناسب ، فهذا أمر يسير وثانوي ، ولكن من أجل و تسطير برنامج حكومي قوي وممكن بعيدا عن الاندفاعية والحماس اللذين طبعا برنامج الحكومة المنتهية ولايتها .. وأيضا بعيدا عن القرارات و القوانين التي تزيد وضعية المواطن البسيط تأزما ، فالمجال لم يعد يسمح بمزيد من القرارات الخاطئة التي قد تخلق جوا اجتماعيا مشحونا تكون نتائجه كارثية جدا على مستقبل واستقرار البلد الذي استطاع أن يتجاوز بسلام و بحكمة تبعات الربيع العربي . و يمكن القول أن تعيين الملك لبنكيران كرئيس حكومة لولاية ثانية هو محاولة من الأول لاستكمال قواعد بناء الانتقال الديمقراطي ، و يجب أن تكون محاولة من الثاني لاستكمال مسلسل الاصلاحات التي انطلقت خلال الخمس سنوات الأخيرة وأيضا محاولة للتراجع عن الأخطاء المرتكبة بنفس الفترة.