لم يعد بمقدور أحد أن يخبئ شمس الحقيقة بغربال الكذب ، حقيقة أن المغرب صار وطنا بلا كرامة يعجز عن حماية أبنائه و بناته، بلد يموت فيه شبابه و نساؤه حرقا أو غرقا..لا تكاد تمر الأيام تترا دون أن تتطبع العقول مع جرائم العرض و أخبار القهر و الاغتصاب المؤلمة، الطاعنة و الحارقة لوجدان المغربي الحر الكريم.. لا تكاد تطوى صفحات سوداء من أيام القهر الكئيبة التي تعيشها المرأة المغربية خصوصا،حتى تلحقها أخرى أشد وطأة و إيلاما ..وأي شيء أشد ألما من ألم العرض و الكرامة..!!..هي صفحات سوداء تكتب بمداد الذل و المهانة..
فقدت المغربية الحرة التي تنتمي لفئات الشعب الفقيرة الأمل في من يحمي عرضها في وطنها ...فلا قانون يحميها ولا سلطة تعترف بوجودها...!..صارت بلدان الخليج الوهم الكاذب للكثير من نساء المغرب الهاربات من حريق الوطن و الباحثات عن لقمة تطفئ جوع أطفالهن..
كابوس دول الخليج صار يتكشف للجميع بعد ظهور قصص مئات المغربيات المستعبدات في السعودية و غيرها في معتقلات التعذيب و الاسترقاق و الإهانة،معتقلات تذكر بممارسات طويت منذ قرون طويلة في الجزيرة العربية في زمن العبيد و الإماء الذي جاء الإسلام لمحاربته ،فإذا به مازال حاضرا في أرض رسول الله..!
المغربية التي عادت للمغرب بدموعها تحكي قساوة مراكز الاعتقال في السعودية التي مازالت تحتجز مئات المغربيات شاهد على أن لا أمان ولا أمن في بلدان الخليج..وعقود العمل الوهمية طعم لاصطياد
الأبرياء و استعباد النساء و تمريغ كرامتهن في تراب الأرض و درس قاس للمغاربة .