هاجم الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، أمس الثلاثاء، حكومة عبد الإله بنكيران، بحضور ثلاثة وزراء، في كلمة قبل انطلاق استعراض فاتح ماي، في شارع الجيش الملكي، بالدارالبيضاء، واتهمها ب"الشعبوية". ويتعلق الأمر بكل من نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ووزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، ورفيقيه في المكتب السياسي، الحسين الوردي، وزير الصحة، وأمين الصبيحي، وزير الثقافة. وقال موخاريق، أمام حشد كبير من الشغيلة والأجراء المنخرطين في الاتحاد المغربي للشغل، "إننا نحتفل بعيد الشغل وأوضاع المغرب الاقتصادية، والمالية، والاجتماعية تزداد تأزما، نتيجة استمرار السياسة نفسها، ألا وهي السياسة الاقتصادية الليبرالية المتوحشة". وأضاف موخاريق، بعد استعراضه الوضعية الاجتماعية والاقتصادية، أن "المغرب لا يسير نحو الخروج من مفترق الطرق الحالي، لأن الحكومة الجديدة أرادت أن يستمر في تجربة غير واضحة المعالم، ومؤسسة على الادعاءات والوعود، وعلى إطلاق الشعارات الشعبوية، التي سرعان ما تتلاشى ويصيبها النسيان لعدم ارتباطها بالإشكالات والقضايا المصيرية للوطن والمواطن، ولا تستجيب للانتظارات والتطلعات الحقيقية للطبقة العاملة، والجماهير الشعبية". وأكد موخاريق أنه "لحد الآن، ورغم الغوغاء حول التغيير، والحكامة الجيدة، ومحاربة الفساد واقتصاد الريع، فإن الاتحاد لم يلمس أية نتائج إيجابية تذكر من هذه التجربة المسماة جديدة.. فقط سقطت الأقنعة". واتهم الحكومة ب"الانحياز بشكل سافر إلى جانب أرباب العمل، مستغلة موقعها الحكومي لاستعمال وسائل الإعلام والصحافة، لتشن حملة مسعورة على الحريات والحقوق النقابية، خاصة على حق الإضراب المضمون دستوريا، منذ 1962"، فيما كان عليها أن "تعالج الفروقات والتمايزات الاجتماعية والطبقية، التي تتعمق وتتفاحش". وأشار إلى أن "ما لم تدركه الحكومة الحالية أن الاتحاد المغربي للشغل اعتبر دوما أن كل سياسة لا تحظى بدعم العمال سيكون مصيرها الفشل، والإخفاق لا محالة، وأن الديمقراطية الحقة تقتضي احترام الحريات والحقوق النقابية، والعمالية، لا الإجهاز عليها". وجدد موخاريق التأكيد على ثوابت الاتحاد، وأعلن للحكومة ولأرباب العمل أن "الإضراب حق تضمنه جميع الدساتير المغربية، منذ 1962، ولم يمنحه أحد للطبقة العاملة، بل انتزعته هذه الأخيرة انتزاعا، بفضل تضحياتها، ونضالاتها". واتهم الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الحكومة الحالية بأنها "تريد الإجهاز على الحوار الاجتماعي من خلال إفراغه من أي مضمون إيجابي يذكر، ولو في حدوده الدنيا"، مشيرا إلى أن "الاتحاد عبر، في حينه، لرئيس الحكومة عن عدم استعداده تزكية الحوارات الشكلية، وجدد مطالبه بإجراء حوار حقيقي، يدور حول الملفات والقضايا الكبرى، التي تكتسي طابع الأولوية". وأشار موخاريق إلى "تصاعد الهجوم المعادي للعمال"، متهما "جهات"، قال إنها "مجهولة" بمدينة القنيطرة، "اختطفت مسؤولا وطنيا بالنقابة الوطنية لمستخدمي الطرق السيارة، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أثناء مزاولة أنشطته النقابية"، وأيضا "اعتقال مسؤول نقابي بالقطاع ذاته، في تيط مليل". ونوه في الأخير بالشغيلة المغربية، التي "أكدت، رغم الحملات والمؤامرات والدسائس، التي استهدفت وحدة، واستقلالية الاتحاد، أن الطبقة العاملة المغربية لم تكن أبدا متنكرة لمبادئها، بل ظلت متشبثة بهويتها، وأصالتها، معتزة بقيادتها، وبتاريخها". وحضر احتفالات الاتحاد المغربي للشغل بمناسبة فاتح ماي، قادة سياسيون، إضافة إلى نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ووزير الإسكان، ورفيقيه في المكتب السياسي، الحسين الوردي، وزير الصحة، وأمين الصبيحي، وزير الثقافة، كريم تاج، عضو الديوان السياسي للحزب ذاته، وصلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، رفقة نعيمة فراح، وقادة من حزب الأصالة والمعاصرة. ويتعلق الأمر بحسن بنعدي، وعبد الواحد خوجة، وأحمد بريجة نائب عمدة الدارالبيضاء، في حين حضر عن الاتحاد الدستوري العلوي المحمدي، إضافة إلى المستشارين الجماعيين، مصطفى رهين، وعبد الصادق مرشد. عبد اللطيف فدواش | المغربية