مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تعيش مدينة العيون وعلى غرار باقي أقاليم المملكة على إيقاع الاستعدادات المتأصلة لهذه المناسبة الدينية التي تستقبلها الأسر في جو من الخشوع والتقوى، و التقاليد العريقة التي تعم البيوت المغربية في مثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية. ويعرف سوق الماشية ونقط البيع بأحياء مدينة العيون على غرار باقي جهات المملكة إقبالا متزايدا على أضحية العيد، رغم أن بعض الأسر فضلت هذه السنة، الاحتفال بهذه المناسبة الى جانب الأقارب والأسر بأقاليم الشمال ، خصوصا وان عيد الأضحى تزامن وفترة العطلة الصيفية. ومن خلال زيارة لسوق ونقط بيع الماشية ،التي تعرف توافد افواج المشترين ، خاصة مع اقتراب يوم العيد، يظهر ان كل مواطن يبحث عن السعر المناسب لشراء الأضحية حسب قدرته الشرائية .فيقع في شد وجذب، وتطرح أمامه مجموعة من الخيارات نظرا لوفرة وتنوع السلالات المعروضة فهناك سلالات ما يعرف بالسردي، وتميمحضيت، وبني كيل، والدمان. فوسط هرج ومرج من مواكب الشاحنات والمركبات المحملة بالأغنام والقادمة من المناطق الرعوية من وسط البلاد، والجهات الجنوبية التي تشتهر بتربية الإبل و الماعز نظرا للظروف الطبيعية والمناخية بهذه الربوع ، ينتقل رب الأسرة من قطيع لاخر، لاختيار الخروف المناسب الذي تتوفر فيه شروط الأضحية السليمة لهذه المناسبة من جهة، والذي يرضي أفراد العائلة من جهة اخرى . وهناك بعض الأسر التي تفضل تأخير اقتناء الأضحية الى اليوم او اليومين الأخيرين املا في انخفاض السعر . كما تعرف هذه المناسبة الدينية ازدهار مجموعة من الحرف والانشطة الخاصة والتي تعطي هذا العيد طابعا خاصا، فالى جانب الشاحنات التي تنقل الحيوانات، وتجار المواشي ( الشناقة ) هناك باعة مؤقتين ينشطون في هذه المناسبة وخاصة في بيع، الفحم، وكلأ الماشية بالإضافة الى بيع السكاكين بجميع أحجامها، والحبال، وغيرها من الأدوات والمعدات الضرورية لهذه المناسبة. وأكدت المديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالعيون السيدة صفية التوزاني أن مدينة العيون وكباقي الأقاليم الجنوبية للمملكة تعرف وفرة في أضاحي العيد، وأن العرض كاف لسد الطلب المرتقب . وأضافت السيدة التوزاني أن الحالة الصحية للقطيع تتميز بصحة جيدة سواء منها الأغنام أو الماعز أو الإبل، مشيرة الى أن سعر الأضاحي بهذه المنطقة يتأرحج ما بين 48 و56 درهم للكيلوغرام، وذلك حسب الطلب، وسلالة القطيع. وفي ما يخص تتبع الحالة الصحية للأضاحي ومراقبة جودتها، خاصة ما يتم تداوله حول لجوء بعض الكسابة الى استعمال أدوية أو حقن للتسمين، أبرزت السيدة صفية ان مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية بالأقاليم الجنوبية تقوم يوميا بحملات مراقبة بالأسواق ونقط البيع والمحلات المعدة لهذا الغرض، مشيرة الى انه لم يتم تسجيل أي حالة بهذا الخصوص. وذكرت السيد التوزاني ان مصالح المراقبة التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ، رهن إشارة المواطنين، سواء قبل أو بعد عيد الأضحى، لتقديم المساعدة ، وطمأنة المواطنين على الحالة الصحية لأضاحيهم. وموازة مع ذلك ، تعرف المحلات التجارية بمختلف شوارع وأزقة مدينة العيون حركة دؤوبة لاقتناء جميع المواد الضرورية لهذا اليوم .