يستخدم الرئيس الليبي معمر القذافي مرتزقة البوليساريو لمواجهة الانتفاضة الشعبية ضده والتي تطالب برحيله، ويتعلق الأمر بالعشرات من عناصر البوليساريو الذين قامم القذافي بتجنيدهم بصفة غير شرعية في التسعينات ضمن ما يسمى احتياطي جنود العرب تحت ذريعة استخدامهم للقتال ضد القوات الأمريكية في العراق خلال حرب الخليج الثانية أو مايسمى عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت التي شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد العراق، وبعد انتهاء حرب العراق عاد بعض هؤلاء المرتزقة إلى تندوف في حين بقي العشرات منهم في ليبيا وجندوا ضمن الميليشيات الليبية والتي تقاتل الآن إلى جانب النظام لقمع المتظاهرين إلى جانب متمردين أفارقة خاصة متمردي دارفور وعناصر جماعة حركة العدل والمساواة . وكان المحتجون بليبيا قد تمكنوا من إلقاء القبض على مجموعة من المرتزقة معظمهم أفارقة من جنسيات مختلفة تتمثل في تشاديين وسنغاليين ومن إفريقيا الوسطى وسيراليون ومالي ونيجيريا والكونغو الديمقراطية إلى جانب الجزائر وعناصر البوليساريو. كما شكل القذافي أول فيلق مسلح من المرتزقة خلال حربه مع تشاد في 1986 وسماه الفيلق الإسلامي الليبي، واستعان به في حربه ضد تشاد، وكان أغلب جنوده من جنسيات لبنانية وسورية، حيث أرسلت أحزاب لبنانية كانت منخرطة في الحرب الأهلية اللبنانية ( 1975 - 1990 ) رجالا لمقاتلة التشاديين تحت لواء الفيلق الإسلامي، كما شارك طيارون سوريون في هذه الحرب كما سبق وأن قام القذافي في 1971 بتدريب وتسليح مجموعة من التشاديين (المسلمين) للقيام بمحاولة لقلب نظام تومبلباي في تشاد. وإلى جانب مرتزقة القذافي يخضع مجموعة المرتزقة العرب والأفارقة والأسيويين لسلطة خميس نجل معمر القذافي ويقدر عددهم بنحو 120 ألف مسلح. هذا وقد سارعت حكومات العالم الخميس إلى إجلاء رعاياها من ليبيا حيث تعم الفوضى فيما حذرت إيطاليا من نزوح ما يصل إلى 300 ألف مهاجر غير شرعي ومن أزمة إنسانية "كارثية" بسبب تدهور الوضع. والمخاوف من وقوع حرب أهلية في هذا البلد الواقع شمال إفريقيا دفعت بدول من كندا وصولا إلى الصين إلى استئجار طائرات أو سفن لإجلاء رعاياها رغم سوء الاتصالات والمواجهات العنيفة. واكتظ مطار طرابلس بآلاف الأجانب فيما تحدث الذين تمكنوا من الفرار عن مشاهد فوضى ونقص في المياه والمواد الغذائية.وحذرت إيطاليا التي تواجه تدفقا للمهاجرين غير الشرعيين من تونس منذ سقوط زين العابدين بن علي، من أن عدد النازحين من ليبيا قد يكون أعلى بكثير.وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني "نعلم ما ينتظرنا حين يسقط النظام الليبي، موجة من 200 إلى 300 ألف مهاجر".