السيد المحترم لحسن الداودي وزير التعليم العالي يمنع ضمنيا الموظفين من متابعة الدراسة، من خلال المذكرة التي أرسلها إلى رؤساء الجامعات. ما يثير الاستغراب في مذكرته المشؤومة أنه ربط صدورها بالعمل بروح الميثاق الوطني للتربية و التكوين. بالله عليكم من من نساء و رجال التعليم مقتنع أساسا بذلك الميثاق الفوقي ؟ هذا القرار الفوقي ينم عن جهل عميق بالسياسة ، ثم ما الهدف من منع الموظف من حقه في متابعة الدراسة ؟ صراحة، الدافع الرئيس الذي أراه عجل بصدور هذا القرار هو كثرة الشواهد التي بدأ يحصل عليها الموظفون من خلال إقبالهم المتزايد على الجامعات، تلك الشواهد التي جعلت الموظفين يطالبون بترقيتهم إلى سلاليم مناسبة لشواهدهم . فوزير التعليم العالي يساهم بقراره هذا في كبح طموحات الموظفين لا سواء الذين يبحثون عن تحسين وضعيتهم المعيشية أو الذين يتابعون الدراسة لأغراض فكرية و علمية. فصدور مثل هذه القرارات التعسفية بين الفينة و الأخرى من قبل وزراء العدالة و التنمية سيؤدي بهم إلى دخول التاريخ من أضيق أبوابه . بالأمس القريب، بن كيران – في تصريح له - يمنع المعطلين ضحايا المنظومة التربوية الفاسدة من حقهم في التوظيف المباشر، مع العلم أن هؤلاء المعطلين لا ذنب لهم سوى أنهم درسوا في منظومة تربوية فاسدة يسودها الغش و الظلم و عدم تكافؤ الفرص. إذا كان مسؤولونا يشكون في قدرة المعطل الحاصل على الشهادة الجامعية على العمل، فلماذا منحوه تلك الشهادة أصلا ، أليس الحصول على الشهادة الجامعية دليل على الكفاءة أم هو فقط لعب و هراء و استخفاف بأحلام الشباب و آماله في الحصول على لقمة العيش بعد أن قضى زهرة شبابه في التحصيل العلمي ؟ و بعدها يخرج علينا الخلفي وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة بقرار إصدار قانون الإضراب الذي تأخر منذ الستينات ، فجاء السيد الخلفي داهية عصره فأراد إصداره و هو لم يسخن بعد كرسي الوزارة. و المشكل أساسا، ليس في وضع إطار تنظيمي للإضراب بل في محتويات المشروع المزمع المصادقة عليه و الذي يحرم فئات كبيرة من حقهم في ممارسة الإضراب و يجعل الإضراب مقيدا في سلطة النقابات المركزية التي افتضح تواطؤها منذ أمد بعيد. أما الوزراء الآخرين فكانت مواقفهم مخجلة من القمع الشرس الذي تعرض له المواطنون في تازة و بني بوعياش و مواقع أخرى من المملكة السعيدة ، و العنف الذي طال أيضا فئات عريضة من المجتمع المغربي من مثل : الأساتذة و المعطلين و موظفي الجماعات المحلية ...الخ يا دعاة الإصلاح إلى أين ؟ هل هكذا عهدناكم عندما كنتم في المعارضة ؟ نحن المغاربة وضعنا ثقتنا فيكم ، لكنكم تمسكتم بالقشور من ركوب القطار مع الناس كما فعل وزير العدل مصطفى الرميد أو تشارك المصعد مع عامة الموظفين كما فعل الخلفي ، أو أكل البيصارة في إحدى بلدات الشمال كما فعل وزير النقل و التجهيز عبد العزيز رباح . تمسكتم بالشكليات و صرتم تنفذون أجندات المفسدين التي عجزوا عن تنفيذها سابقا . يا دعاة الإصلاح حذاري، فالشعب لن يستمر في تأييدكم . اللهم اشهدوا فإني قد بلغت. http://znassni.blogspot.com/