لازالت الأزمة الصامتة التي تمر بها العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وموريتانيا في تفاقم وتزايد، والتي اندلعت بعد التعاطف الكبير الذي أبدته نواكشوط اتجاه البوليساريو بعد وفاة زعيمها، حيث لا وجود لهذا التوتر رسميا بين الرباطونواكشوط، وتفادي الدبلوماسيين الحديث عنه نظرا لحساسيته الكبيرة. وسلطت مجلة “جون أفريك” الفرنكفونية، يوم أمس الجمعة 05 غشت 2016، الضوء على هذه الأزمة، معزية توتر العلاقات بين الدولتين الشقيقتين إلى الدعم الضمني من نواكشوط للبوليساريو، وتعزيز الوجود العسكري الموريتاني في الكويرة، وبتر الصحراء من خريطة المملكة، بالإضافة إلى عدم تجديد تصاريح العمل لموظفين مغاربة… تكون العلاقات بين البلدين قد توترت بشكل نادر لأكثر من عشرين عاما. وتطرقت المجلة إلى واقعة عدم توجيه السفير المغرب بنواكشوط دعوة لممثل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا، للمشاركة في احتفالات عيد العرش التي أقيمت في الذكرى ال 17 لعيد العرش، على الرغم من توجيه دعوة لمجموعة من الشخصيات والأحزاب الموريتاتية، بما فيها أعضاء من التكتل الأغلبي في البرلمان الموريتاني. وأشارت “جون أفريك” إلى أن موريتانيا في السنوات الأخيرة، غادرت موقفها المحايد في قضية الصحراء وتحولت إلى الانفتاح على البوليساريو، فبعد يوم من وفاة “رئيس البوليساريو” محمد عبد العزيز، أواخر شهر ماي الماضي، أعلن الرئيس الموريتاني ثلاثة أيام من الحداد الوطني، كما عمل على عدم ترتيب لقاء مع الوفد المغربي الذي سافر إلى دول القارة الإفريقية لإقناع الدول بعودته للاتحاد الإفريقي. ولعلّ الحلقة الأخيرة في الاحتكاكات الدبلوماسية بين المغرب وموريتانيا، تقول المجلة الباريسية، هي رفض السلطات الموريتانية تجديد تصاريح عمل أطر مغربية بنواكشوط.