يسارعون الزمن لاقتفاء أثرهم، بعدما كانت العملية الأخيرة التي وقعت عليها العصابة، بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس. هم أفراد فرقة خاصة من الدرك الملكي حلت بسيدي قاسم قبل أيام من أجل التنسيق مع الأمن الولائي بالقنيطرة للوقوف على خلفيات التجاوز الأمني الخطير الذي جعل كل من وزير الداخلية «امحند العنصر»، والوزير المنتدب في الداخلية «اشرقي الضريس» وقائد الدرك الملكي الجينرال دوكور دارمي «حسني بن سليمان» و«بوشعيب الرميل» المدير العام للأمن الوطني يعقدون اجتماعا لمتابعة الوضعية عن كثب وتنسيق عمل الأجهزة الأمنية. وللتذكير فقد شهدت الطريق الرابطة بين بلقصيري وسيدي قاسم، بالقرب من جماعة «لمساعدة» مهاجمة سيارتين من طرف عصابة مجهولة بسلاح ناري لإجبار أحد السائقين على الوقوف حيث أمطروا سيارته بعدة طلقات نارية مسببين له جروحا خطيرة في يديه. كما قامت نفس العصابة بمهاجمة سيارة أخرى مستوى الطريق الوطنية الرابطة ما بين سيدي سليمانوسيدي قاسم. وكانت المدينة ذاتها شهدت في السنوات الماضية ظهور عصابة إجرامية تزعمها المدعو «الخنفوري»، قامت بترويع السكان، وبقتل أحد الدركيين بنواحي بلقصيري، وهو ما جعل تقوية الجانب الأمني بالإقليم يكون على رأس الأولويات بالجهة، حيث تم تشييد مركز للدرك الملكي بمنطقة «الحوفات»، وإنشاء قيادة جهوية للدرك الملكي بسيدي قاسم. ومن المنتظر أن تعكف الفرق الأمنية المذكورة خلال الساعات المقبلة على رصد مكان تواجد أفراد العصابة التي من المرجح أن يكون عناصرها احتموا بحقول قصب السكر والضيعات الفلاحية المنتشرة بمنطقة الغرب، حيث أشارت بعض المصادر أنه من الوارد جدا أن تتم الاستعانة بمروحيات الدرك الملكي، وتقنية تحديد المواقع الجعرافية عبر الأقمار الاصطناعية «جيبس» لرصد السيارة التي استعلمت في الهجوم المذكور. وكانت فرقة للدرك الملكي قد قامت في وقت سابق قامت بتمشيط لدوار «الشموشة» التابع لجماعة بئر الطالب التي تبعد ب20 كلم عن مدينة سيدي قاسم من أجل إلقاء القبض على أحد المشتبه فيهم، والذي من المحتمل أن تكون له صلة بالعصابة الإجرامية، غير أنه تمكن من الفرار عبر أحد الأنهار القريبة من الدوار متنقلا بين مجموعة من الضيعات الفلاحية.