تزايد مستويات الاعتداءات باستعمال السلاح الناري منذ أيام على مسافرين وسائقين مستعملين للطريق الرابطة بين القنيطرةوسيدي قاسم، استنفر مسؤولي الداخلية ودفعهم إلى التحرك لوضع حد لهذا التجاوز الأمني الخطير. فنتيجة لاستمرار تدهور وخطورة الأوضاع الأمنية في منطقة الغرب، خاصة على طول الطريق الوطنية الرابطة بين بلقصيري وسيدي قاسم بالقرب من جماعة المساعدة وجماعة زكوطة، وتعدد الشكايات من عديد الأشخاص، مسافرين وسائقين تعرضوا للسرقة المصحوبة باعتداءات بالسلاح الناري من قبل عصابات تمارس نشاطها في واضحة النهار، استنفرت وزارة الداخلية على عجل العديد من الفرق الأمنية المتخصصة في تفكيك الشبكات الإجرامية الخطيرة. هذه الفرق دخلت في سباق مع الزمن منذ نهاية الأسبوع المنصرم، بتنسيق مع المصالح الأمنية العاملة في كل من القنيطرةوسيدي قاسم وسيدي سليمان، لتوقيف عناصر هذه الشبكة الإجرامية التي روعت الساكنة والمسافرين وسائٍقي الشاحنات. العمليات التي قامت بها العصابة واستهدفت مسافرين وسائقين تعددت خلال عشرة الأيام الأخيرة، بمافيها اعتراض سائق شاحنة لنقل الأسماك، وهو في طريقه إلى مدينة طنجة، وإصابته بطلق ناري من قبل أفراد العصابة. الأمر لم يقف عن ذلك، بل تجاوزه إلى بتر أصبعه بعدما أبدى مقاومة لسلبه حقيبة تتضمن مبالغ مالية كبيرة، إلا أن النقطة التي أفاضت الكأس، كانت الهجوم على مسافرين عائدين من مدينة طنجة في اتجاه مكناس على متن سيارتهما ليلة الخميس الماضي على الساعة الثانية صباحا، حيث تعرضا لطلقات نارية من سيارة مجهولة يستعملها أفراد العصابة، قامت بمهجامتهما بالقرب من جماعة «المساعدة» على الطريق الرابطة بين بلقصيري وسيدي قاسم. تمكن سائق السيارة من الفرار أدى بالمهاجمين إلى اللحاق بهما ومباغتتهما بطلقات نارية متتالية، لم يجد بعدها المسافران إلا الاحتماء بمحطة للبنزين قريبة من مدينة سيدي قاسم، ورغم ذلك تابع اللصوص مهاجمة المسافرين، الأمر الذي أدى إلى إصابة أحدهما بجروح خطيرة في إحدى يديه، مما أدى إلى نقله إلى المستشفى الإقليمي بسيدي قاسم لإجراء عملية جراحية عاجلة. هذه الأوضاع الخطيرة التي عرفتها منطقة الغرب دفعت إلى عقد اجتماع قمة لكبار مسؤولي الأمن في المملكة، وفي المقدمة وزير الداخلية «امحند العنصر» والوزير المنتدب في الداخلية «الشرقي الضريس» وقائد الدرك الملكي الجنرال دوكور دارمي «حسني بن سليمان» و«بوشعيب ارميل» المدير العام للأمن الوطني لمتابعة الوضعية عن كثب وتنسيق عمل كل الأجهزة الأمنية، هذا التطور الجديد المقرون باستعمال السلاح الناري لم يكن الوحيد، بل سبقه استعمال الرصاص من قبل العديد من الأُفراد والعصابات في المدة الأخيرة في عدد من المدن، الأمر الذي يؤشر على دخول بعض عصابات الإجرام في المغرب إلى مرحلة جديدة عنوانها الأبرز استعمال السلاح الناري في عملياتها