أوقفت مصالح الأمن بمطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، نهاية الأسبوع الماضي، رجل الأعمال المصري «ع.ش» الذي يدير أكبر ماركات المطاعم الأجنبية بحي أكدال بالرباط، وكورنيش عين الذياب بالبيضاء. وألقي القبض على رجل الأعمال المصري، البالغ من العمر حوالي 55 سنة، بعد تنقيطه في الناظم الإلكتروني لمصالح المراقبة بالمطار، واكتشاف أنه موضوع مذكرة بحث واعتقال صادرة في حقه على خلفية تورطه في قضايا نصب واحتيال وإصدار شيكات بدون رصيد، تصل قيمتها الإجمالية إلى مئات الملايين من السنتيمات. وتبين أن المتهم كان بصدد محاولة فرار من المغرب إلى أمريكا، حيث كان يقيم، وحيث تستقر عائلته، التي أرسلها أسابيع قبل محاولته الفرار. وجاء في معطيات البحث أن الظنين كان وكيلا لإحدى أكبر الماركات العالمية للمطاعم، ويحمل وحده اعتماد الاستغلال من طرف الشركة المعنية، إلا أنه تورط في ممارسات وأفعال تسببت في تعرض مصالح الشركة داخل المغرب للإفلاس، إضافة إلى ديون كبيرة لفائدة عملاء ورجال أعمال وممونين يرتبطون بعقود مع الشركة التي تسير مطعمين كبيرين بالرباط والدار البيضاء. وكان الظنين دفع مستحقات وأجور المتعاملين معه بشيكات، رغم أن حسابه لا يتوفر على أي رصيد. وكشفت مصادر موثوقة أن مجموع الديون التي في ذمة المصري الموقوف، سواء تلك الصادرة في شيكات بدون رصيد، أو لباقي المعاملات التجارية، تصل إلى حوالي ملياري سنتيم. وقبل ذلك، وحسب معطيات توصلت إليها عمل المتهم على تهريب مبالغ مالية كبيرة إلى الخارج، كما نجح في تهريب جميع أفراد أسرته إلى أمريكا، قبل أن يحاول الالتحاق بهم، ولم يكن يعتقد أن أحد الممونين وضع شكاية ضده تتهمه بإصدار شيك بدون رصيد. وأحيل الظنين على المصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي استنطقته، قبل أن تضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة. وبعد إنجاز المحاضر والاستماع إلى المشتكين، تم إيداعه رهن تدابير الحبس الاحتياطي بالسجن. وذكرت مصادر موثوقة أن الظنين التمس منحه مهلة للأداء، إلا أن النيابة العامة رفضت هذا الملتمس، وأمرت بإيداعه السجن. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الظنين ملزم بأداء ما بذمته من ديون ومستحقات شيكات بدون رصيد أصدرها في أوقات سابقة، حتى يتمكن من مغادرة السجن، موضحة أنه لن يغادر الزنزانة، إلا بعد أداء ما بذمته لفائدة عملائه والخزينة العامة للدولة.