مراسلة : بوبكر السوسي- الرباط عقد مجلس النواب يوم الإثنين 16 أبريل 2012 جلسة خصصت للأسئلة الشفوية، خلالها طرحت النائبة البرلمانية الدكتورة كنزة الغالي سؤالا شفويا متعلقا بقطاع الشؤون الخارجية والتعاون ،حيث تساءلت عن قضية فتح الحدود المغربية الجزائرية.
في بداية كلمتها شكرت الدكتورة كنزة الغالي وزير الخارجية السيد سعد الدين العثماني عن مجهوداته الماراطونية التي يبذلها في قطاع الشؤون الخارجية والتعاون ، بعدها أشارت إلى أن الرأي العام متتبع للحركية وبوادر فتح الحدود بين المغرب والجزائر مما سينعكس إيجابا على البلدين حيث سيعيد الدفء إلى علاقتهما خاصة في المجال الاقتصادي الذي من شأنه أن يكون بديلا للعلاقات الاقتصادية مع منطقة اليورو كما من شأن فتح هذه الحدود أن يدفع نحو بناء اتحاد مغاربي قوي.
إلا أن الدكتورة كنزة الغالي تحفظت في إطار فتح الحدود بين البلدين حول مسألتين أساسيتين، الأولى تتجلى في الهاجس الأمني لكون المنطقة الحدودية تشكل معبرا للمهاجرين بدون وثائق الذين يدخلون عبر مدينة وجدة، أما المسألة الثانية فتندرج في إطار كون أسوق مدينة وجدة مكتظة بالسلع المهربة من الجزائر المنتهية الصلاحية أو التي لها تأثير سلبي على المنتوج الوطني المغربي.
لذلك ساءلت النائبة البرلمانية الحكومة من خلال وزير الخارجية عن كيفية تدبير هذه المقاربة لفتح الحدود ،وماهي السبل الكفيلة التي يمكن من خلالها تحقيق مكاسب إيجابية للبلدين.
وفي إطار رده على تساؤل النائبة البرلمانية شكر وزير الخارجية الدكتورة كنزة الغالي على هذا السؤال البالغ الأهمية، وأكد أنه يكتسي طابعين: سياسي وإجرائي، فعلى المستوى السياسي أوضح السيد الوزير أن العلاقات المغربية الجزائرية علاقات مهمة، ولبنة أساسية في بناء الاتحاد المغربي وخطوة مهمة في بناء السوق الحرة المغاربية وبالتالي لابد في نظره من تشجيع العلاقات الثنائية بين البلدين عبر تجاوز نقاط الخلاف والتوثر.
وأكد أنه في إطار التعليمات الملكية وتوجهات الحكومة قام بزيارة رسمية للجزائر كما تبادل العديد من وزراء البلدين الزيارات حيت وقعت عدد من الاتفاقبات شملت مختلف القطاعات و أن هناك نقاش يجري حول توقيع اتفاقيات أخرى وبالتالي فالمجال السياسي يعرف ديناميكية بين البلدين.
أما فيما يخص الجانب الإجرائي أبرز السيد الوزير أن فتح الحدود ملقى على عاتق الجارة الجزائر لكون المغرب فاتح لحدوده في وجه الأشقاء الجزائريين وعليه يؤكد أن على الحكومة الجزائرية أن تتخذ قرارا في هذا الشأن ،حيث اعتبر أنه سياسيا و إنسانيا من غير المعقول أن تبقى هذه الحدود مغلقة .
وكشف أنه في إطار مباحثاته أكد له المسؤولون الجزائريون أن قرار إغلاق الحدود ليس قرارا نهائيا لا رجعة فيه ،وإنما هناك نية لفتحها من جديد.
وفي هذا الصدد أشار السيد وزير الخارجية إلا أن العلاقة بين المغرب والجزائر في تحسن مستمر، وأنه سيتم بذل كل الجهود ليعود الدفء إلى هذه العلاقة بين البلدين، كما دعا الإخوان في الجزائر إلى المضي قدما لتحقيق هذا التقارب وفتح الحدود بين الدولتين في أقرب الآجال.
وفي إطار تعقيبها على رد السيد وزير الخارجية تساءلت الدكتورة كنزة الغالي عن مستجدات قضية الوحدة الترابية للمملكة وأفقها.