من أجل معرفة سر العمر الطويل لأهل سردينيا، أعلنت شركة بريطانية أنها اشترت الحمض النووي لسكان هذه الجزيرة الإيطالية أملا في فهم ما يساعدهم على العيش طويلا. وأكدت شركة “تيزيانا لايف ساينسز” للتكنولوجيا الحيوية أنها دفعت 256 ألف يورو للحصول على المعلومات الوراثية لسكان سردينيا البالغ عددهم 12 ألف و600 نسمة. وقال جابريل سيروني مؤسس الشركة، في بيان صحفي، إن “سردينيا مشهورة بأنها واحدة من ثلاث مناطق فقط في العالم بنسبة عالية جدا من المعمرين”. وذكر موقع “ذا لوكال” الإخباري الأوروبي أن جميع العينات التي حصلت عليها الشركة جاءت كلها من منطقة “أولياسترا” جنوب شرق سردينيا، الواقعة فيما يسمى “المنطقة الزرقاء” التي تتميز بسكانها المعمرين، ففيها يصل واحد من كل ألفي شخص إلى ما بعد سن المائة حيث تشكل ظاهرة العمر المديد في وسط سردينيا لغزا للعلماء منذ عقود. كانت منطقة “أولياسترا” لمئات السنين مكونة من مجتمعات قروية منعزلة من الرعاة الذين يعيشون في البلدات الجبلية، ويعني نقص التأثير الخارجي وعدم الاختلاط أن الجينات بالمنطقة محدودة للغاية، علما بأن المجتمعات التي بها مخزون جيني محدود تظهر عادة نزعة أكبر تجاه المرض ولكن السكان في “أولياسترا” يعيشون إلى سن المائة أكثر بخمسين مرة من المواطنين الامريكيين والبريطانيين. وحتى الآن، فأن تفسير السر وراء هذه الظاهرة يركز عموما على عوامل أسلوب المعيشة مثل النظام الغذائي والتمرينات الرياضية ونوعية العلاقة بين السكان، بيد أن الشركة البريطانية تأمل حاليا في إيجاد قاعدة صلبة للموروثات يمكنها تفسير سبب طول العمر لسكان المنطقة.