أفادت مصادر ل"أخبارنا" أن حقوقيين عثروا مساء أمس الثلاثاء على سيدة بجبال تصميت في حالة غير انسانية ،وترجع بمغرب 2016 إلى القرون الوسطى ، وتحرج وزارة الصحة التي طالما سمعنا عن مرواحياها المنقذة في نقل المرضى من الجبال إلى مستشفيات المدن. ووفق تصريحات لهيئة الدفاع للشبكة المغربية لحقوق الانسان ، فقد تلقوا اتصالا من طرف بعض المواطنين ،يخبرونهم أن سيدة تسمى "لوهو" ترقد بغابة بجبل تصميت ،كانت في رحلة البحث عن العلاج من كسر في يدها بمستشفيات وزارة الصحة بالاقليم دون ان تعثر على واحدة منها،حيث انطلقت رحلتها من تيلكيت اقليمأزيلال منذ حوالي شهر على قدميها ،و قطعت خلالها عشرات الكيلومترات وسط الأدغال في اتجاه بني ملال . وفور إخبارهم بحالة السيدة "لوهو"، توجه مجموعة من الحقوقيين ومعهم طبيب المستعجلات الدكتور الحروي صالح إلى مكان تواجدها ،فعثروا عليها في حالة مشمئزة وروائحها مقززة ،وحالتها تدمي القلب وتثير الشفقة والرحمة ،وتحمل معها قنينة ماء ملتفة بقماش للحفاظ على برودتها ،خصوصا وأن المنطقة تعرف حرارة مفرطة هذه الأيام، وتم نقلها إلى المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال ، وبعد فحصها تبين أنها بالفعل مصابة بكسر على مستوى يدها اليمنى ،وتعفن متقدم ،حيث أشرف على حالتها نفس طبيب المستعجلات ،وهي الان تخضع للعلاج . وعزى حقوقيون السبب إلى كون دواوير أزيلال تفتقد أغلبها إلى المستوصفات ،في حين أن المستشفى الاقليمي لازيلال يعتبره الكثيرون مجرد محطة لتصدير المرضى نحو بني ملال. هذه الحالة التي تذكرنا برسوم "ماوكلي" وتأقلمه مع عيشة البراري ،تجعلنا نقف وقفة تأمل وإمعان في الواقع المر الذي باتت تعيشه المستشفيات المغربية من نقص كبير في الموارد البشرية والتجهيزات والبنيات التحتية ،وهو ما يجعل المريض أمام معاناة حقيقية والام لا تنتهي مع حقه الدستوري في العلاج هذا دون أن ننسى البعض من رؤساء الجماعات العديمي الضمير الذين يرفضون تسخير سيارات الاسعاف في خدمة المواطنين ،فيغلقون هواتفهم عن المستضعفين من ساكنة المغرب العميق ،ويفتحونها في وجه أصحابهم من ذوي المال والجاه والنفوذ.