قال حزب سوريا للجميع إن الاتحاد الأوروبي لن يعرف طريق نحو الاستقرار طالما بقيت الأزمة السورية من دون حل سياسي و اقتصادي،و أن الأتحاد مقبل على أزمات مماثلة لأزمة انسحاب بريطانيا من عضويته. و قال الحزب في بيان له عقب اجتماع مكتبه التنفيذي في العاصمة البلجيكية بروكسل برئاسة أمينه العام الدكتور محمد عزت خطاب أن «قضية اللاجئين السوريين و احتمال تسلل إرهابيين إلى بريطانيا من خلال الاندساس بينهم نحو أوروبا احتلت حيزا مهما في الجدل بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي،لدرجة أن زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج أقدم على توزيع ملصقات انتخابية عنصرية تظهر فيها أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين و تحمل تحذيرا من أن أوروبا وصلت إلى نقطة انكسار ». و أضاف «أن الناخب البريطاني أدلى بصوته في هذا الأستفتاء في جو من الخوف من المجهول لعدة أسباب بينها الخوف من موجة اللاجئين و النازحين القادمين إلى أوروبا من سوريا،و هي نفس الأجواء التي باتت تسيطر على باقي الشعوب الأوروبية نتيجة تزايد التهديدات الإرهابية و تفشي المد المتطرف لما يسمى « الذئاب المنفردة،و هو ما قد يشجع دولاً أخرى على إجراء استفتاءات مماثلة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، سيما و أن العديد من استطلاعات الرأي أظهرت أن نحو نصف الناخبين في ثماني دول كبيرة في الاتحاد الأوروبي يطالبون بمنحهم الفرصة نفسها التي مُنحت للناخبين البريطانيين ». و اعتبر الحزب الذي يوجد مقره في باريس أن حل الأزمة السورية تبقى الحلقة المفقودة في كل هذه المعادلة الأوروبية،و بدون إيجاد حل عادل و حقيقي و جدي للقضية السورية فإن أثر الدومينو سيفعل فعله على كل الدول الأوروبية،و يقوي شوكة أحزاب اليمين المتطرف و الأصوات العنصرية ما قد يزعزع استقرار و أمن و أمان كل القارة الأوروبية. و طالب أعضاء الحزب بدول فاعل و أكبر للأوروبيين في حل أزمة سوريا من خلال وضع أصدقاءهم وحلفاءهم الأميركيين والروس أمام مسؤولياتهم الأساسية،مؤكدا أن أوروبا تبقى المتضرر المباشر من بقاء أزمة سوريا معلقة من دون حل. و دعا حزب سوريا للجميع أوروبا إلى دعم جهوده في جمع أطراف الأزمة على مادة حزار واحدة،و إعادة بناء سوريا بعد انتهاء الحرب، وهي عملية ستتطلب وقتا وموارد ضخمة،مؤكدا أنه الحزب و امينه العام الدكتور محمد عزت خطاب على استعداد دائم للمساهمة من مالهم الخاص في تمويل مشاريع لإعادة الإعمار و البناء بهدف ترميم ما دمرته الحرب في سوريا،و كذلك في مساعدة اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم بعد وقف الحرب و إيجاد حل للأزمة. وكان حزب سوريا للجميع الذي يصنف نفسه في الوسط لا مع النظام ولا المعارضة قد تأسس لأول مرة عام 2009 في العاصمة الفرنسية باريس، حيث ينادي عبر برنامجه وخططه بحل الأزمة في سوريا عبر بوابة الاقتصاد قبل السياسة ودعم جهود إعادة إعمار ما دمرته الحرب.