تتسم المراهقة بالحماسة و الانبهار بكل ما هو مغاير و الاقبال على كل ما هو جديد، تسوقه الموضة و الفضائيات و الانترنت..دون الوعي بسلبياته. المراهقون و التقليد الأعمى غالبا ما يكون التقليد الأعمى مؤقتا في مرحلة المراهقة من قصة الشعر ،الملابس الضيقة و الغير محتشمة ، السلاسل و الاكسسوارات ،الاستماع الى الأغاني الصاخبة و التمثل ببعض أدوات الزينة شديدة الاغراء..فهم يميلون الى الى سلوكات تبدو لهم حضارية كالتدخين و استهلاك المخدرات و التلفظ بكلمات نابية..يعتبرون التقليد الغربي و الموضة هو من أجل تعويض النقص. انه خلل حقيقي في أفكارهم و طريقة معيشتهم و سلوكهم الأخلاقي و ضعفهم المعرفي و التعليمي.و المشكل راجع الى المؤسسات التربوية و التعليمية بدءا بالأسرة فالمدرسة و انتهاءا بالاعلام الذي يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في هذا المجال.. التقليد عملية نفسية و هو أنموذج من نماذج التنشئة الاجتماعية للطفل (تقليد الأب و الأم أو المعلم...) و هذه المحاكاة تبدو طبيعية لكن حين يعيش المراهق في حالة صراع بين القديم و الحديث يجد نفسه ضعيف الشخصية و غير متوازن فانه يتمرد على وضعه ..متوهما أنه في حالة اغتراب نفسي و اجتماعي كيف يصبح المراهق منحرفا؟ انحراف المراهق عن السلوك السوي يشكل ظاهرة اجتماعية خطيرة تخرج بالمراهق عن معايير المجتمع و قيمه فهذه الظاهرة تحتاج الى دراسة و تحليل معمقين من أجل معرفة أسبابها و العمل على وضع السبل الكفيلة بعلاجها. لقد أصبح العالم أكثر انفتاحا (قرية صغيرة) بسبب انتشار وسائل الاتصال و التقدم التكنولوجي السريع..و حيث ازدادت معدلات الجريمة بشكل فظيع ،خصوصا عند الأحداث الذين يشكلون عماد المستقبل للمجتمع ،كما أن الانحراف في مرحلة الصغر يشكل خطورة على المجتمعات ،ذلك أن الحدث المنحرف قد يكون هو مجرم الغد ،حيث أن احتراف الجريمة لا يأتي فجأة من فراغ و انما يلزمه دائما الاعداد و الممارسة و التدرج ..كل ذلك راجع للتأثر بالسلوك المنحرف و التقليد الأعمى.