قبل أسبوع واحد من انطلاق منافسات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) بفرنسا، بات من الصعب رؤية برج إيفل الشهير بالعاصمة باريس بسبب الضباب الكثيف وسط هطول الأمطار الغزيرة. وانغمرت المتنزهات على طول نهر السين في باريس بالماء العكر، وبات السياح يحتمون في أماكن التنزه بالمظلات والعباءات البلاستيكية في ظل تواصل هطول الأمطار. ولم تتوقف السيول التي شهدتها فرنسا على مدار أيام وأسفرت عن فيضانات، سوى لفترات قصيرة، وجرى إجلاء الألاف من السكان عن مناطق حول العاصمة بينما تقطعت السبل بالكثيرين إثر الإضراب الذي شهده قطاع النقل. وفي الوقت الحالي، تواجه فرنسا طوفاناً من التحديات قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة الأوروبية التي تقام في الفترة ما بين 10 يونيو (حزيران) الجاري و10 يوليو (تموز) المقبل. وحتى قبل بدء هطول الأمطار، حذرت لجنة السياحة بباريس في وقت سابق من تراجع عدد السياح الوافدين للعاصمة الفرنسية، بعد الهجمات الإرهابية التي شهدتها العام الماضي، وأثارت ضجة هائلة لتعلن الحكومة حالة الطوارئ. وقال رئيس لجنة السياحة في باريس فريدريك فالتو: "قبل أيام قليلة من انطلاق يورو 2016 التي من المفترض أن تظهر أمام العالم قدرتنا على استضافة الأحداث الكبيرة، حان الوقت لإنقاذ موسم السياحة من خلال وضع نهاية لتلك العقبات التي تسللت إلى العالم بأكمله، وكان مجال الترفيه والسياحة هو المتضرر". ويشير فالتو بتلك العقبات إلى أزمة النفط التي أسفرت عن عجز في مخزون الوقود واصطفاف طوابير طويلة من السيارات تنتظر فرصة الحصول على الوقود في المحطات. وجاءت أزمة النفط لتثير سلسلة من الإضرابات والوقفات الاحتجاجية التي أثرت على عمل الموانئ البحرية والمطارات، وكذلك السكك الحديدية، كما وقعت أعمال عنف بين المواطنين والشرطة في أنحاء متفرقة من فرنسا. ولم ينته عدد من تلك الإضرابات حتى الآن ولا تزال نسبة التشغيل في السكك الحديدية أقل بكثير من معدلاتها الطبيعية، وتعهد الاتحاد العام للعمل (سي.جي.تي) بتكثيف الضغوط قبل البطولة الأوروبية في المطالبة بسحب تعديلات قانون العمل. وفي الوقت نفسه، حذر رئيس وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) روب وينرايت وكذلك مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في ألمانيا من أن البطولة قد يجرى استهدافها بهجوم إرهابي من قبل تنظيم داعش. وفي العام الماضي، لقي 130 شخصاً مصرعهم في هجمات إرهابية بالعاصمة باريس، وتبعتها هجمات أخرى في مطار بروكسل الدولي وإحدى محطات مترو الأنفاق ببلجيكا في وقت سابق من العام الحالي. وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن ما يقارب 90 ألف من رجال الأمن من القطاعين العام والخاص ورجال الإسعاف والإطفاء سيكونون مكلفين بتأمين البطولة الأوروبية. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف: "لن يستطيع أحد خاصة الإرهابيين، أن يحرمنا من أن نعيش حياة طبيعية". ولم يكن كازنوف السياسي الوحيد الذي تعهد بسير الأمور بشكل طبيعي قبل انطلاق البطولة الأوروبية، فصرح وزير النقل الفرنسي، آلان فيدالييه بأنه يأمل في التوصل إلى اتفاق مع الاتحادات العمالية قبل انطلاق البطولة. وقال فيدالييه: "بكل صراحة لم أكن أتصور أن تشهد هذه الفترة الخاصة جداً تصرفات من جانب عمال السكك الحديدية تهدد بشل الحركة بفرنسا".