على إيقاع الموسيقى الرياضية وعروض الرشاقة البدنية، تفاعل نزلاء المؤسسة السجنية بالرشيدية، عشية اليوم الجمعة، ليبدعوا لوحات تعبيرية. فعلى مدى أزيد من ساعتين تحولت ساحة المؤسسة السجنية، بمناسبة تنظيم الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب والاساليب المماثلة، تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم٬ الدورة الثامنة لمهرجان "الرشاقة البدنية" من 27 إلى 29 ماي الجاري٬ الى فضاء تفتقت عبره مخيلة النزلاء من مختلف الأعمار راسمة لوحات استعراضية تحررت عبرها أجسادهم مما اكسبهم مهارات حركية اتقنوا أداءها بكل تلقائية. فإيقاعات حركات النشاط الرياضي ومرونتها تحت تأثير القوة الموسيقية أشعرت هؤلاء النزلاء بمدى وأهمية النفع الجسدي والنفسي للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية، فمنهم من يهوى البريك دانس، الذي يعتبر رقصة التكسير على نغمات موسيقى الهيب هوب أو الراب، ومنهم من فضل أداء عروض في فن الراب تغنت بالروح الوطنية وبالصحراء المغربية وملحمة المسيرة الخضراء. وقال مدير السجن المحلي بالرشيدية السيد الحافظ النافع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه التظاهرة الرياضية تندرج في اطار توجهات المندوبية العامة لادارة السجون واعادة الادماج الرامية، بالاساس، الى تجويد الخدمة الاجتماعية والانسانية التي تقدمها وكذا انخراطها التام في تنزيل رؤيتها الاصلاحية في تدبير المؤسسات السجنية، منوها، في هذا الاطار، بالدعم والجهود التي يقدمها الشركاء من الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية وولاية جهة درعة-تافيلالت وقطاعات الشباب والرياضة والثقافة والشؤون الاسلامية. واعتبر ان تمكين النزلاء من الاستمتاع بلحظات ترفيهية ورياضية وثقافية يساهم، الى حد كبير، في تغيير سلوكهم وتجويده وتفجير الطاقات الكامنة لديهم، مؤكدا ان احتضان هذه المؤسسة لفعاليات اليوم الاول من هذا المهرجان يشكل لبنة تنضاف الى صرح اعادة ادماج السجناء في محيطهم السوسيو-ثقافي كما انه يندرج في اطار مخطط المندوبية العامة لادارة السجون واعادة الادماج على المستوى المحلي والجهوي والوطني الذي يضع من بين اهدافه الاساسية أنسنة المؤسسات السجنية في ابعادها الاخلاقية والتهذيبية. كما ان هذه التظاهرة، يضيف المسؤول الاقليمي، يندرج في اطار الجهود المبذولة في هذا الاطار من طرف المندوبية العامة لادارة السجون تفعيلا للمقتضيات الدستورية وللمواثيق الدولية ذات الصلة التي صادق عليها المغرب، مبرزا ان هذه المبادرة تروم بالأساس توجيه انتباه نزلاء المؤسسة نحو اهمية الرياضة ودورها المحوري في حياتهم. وقال السيد النافع إن ادارة المؤسسة السجنية بالإقليم لا تدخر جهدا وتحرص مع بقية الشركاء والمتدخلين على تقديم كافة اشكال الدعم للنزلاء عبر توفير ما يلزم من شروط وظروف الاستقرار النفسي والفكري والتربوي لهم ، معتبرا ان ذلك يندرج في اطار تحقيق كرامة النزلاء وهو ما يتجسد في الانشطة والحملات المنظمة في هذا الاطار. وعرف اليوم الاول من هذه التظاهرة التي حضرها بالخصوص المدير الجهوي للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج والمندوب الاقليمي للشباب والرياضة توزيع جوائز وشواهد تقديرية على نزلاء المؤسسة الذين نوهوا بمثل هذه المبادرات. وتطرق المسؤول الاقليمي الى التحضيرات الجارية لتمكين المرشحين من النزلاء لاجراء امتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي الحالي بتنسيق مع قطاع التربية والتكوين بالإقليم. ويتضمن برنامج هذا المهرجان، المنظم بتعاون مع ولاية جهة درعة -تافيلالت، وبدعم جهة درعة-تافيلالت، والمجلس البلدي، وبتنسيق مع المديرية الاقليمية لوزارة الشباب والرياضة، تحت شعار "من أجل دمقرطة الرياضة"، دروسا في الرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب والاساليب المماثلة٬ فضلا عن تنظيم دوريات ومباريات مع تقديم عروض ترفيهية لفائدة ساكنة الجهة. وتهدف هذه التظاهرة الوطنية، التي سيشرف عليها أساتذة ذات مستوى عالي٬ إلى توسيع قاعدة الممارسة الرياضية و جعلها حقا من حقوق المواطنين على قدم المساواة، وتحفيز المواطنين على تبني السلوك الحركي الصحي، والتحسيس بأهمية النشاط الرياضي على المناحي النفسية والجسمانية٬ والتحسيس بالسلوك الغذائي السليم وتأثيره على صحة ورشاقة الجسد.